النص الكامل للمقابلة التي أجراها أفلواط ولد محمد سعيد عضو اللجنة السياسية لـ”صحراويون من أجل السلام” مع جريدة المساء.
السؤال الأول : كيف تُعَرِّف “حركة صحراويون من أجل السلام” نفسها للمتتبع المغربي؟
“صحراويون من أجل السلام” مشروع سياسي جديد، أعلن عنه في 22 من أبريل الماضي، يطمح الى احتلال مكانته كمرجع سياسي يهدف الى المشاركة الفعالة انطلاقا من مقاربة مغايرة وواقعية تروم التوصل الى حل سياسي متوافق عليه ينهي مشكل الصحراء الغربية، ويضع حدا لمعاناة فئات كبيرة من الصحراويين نتيجة هذا الصراع الذي عمّر أكثر من اللازم.
هذه الحركة تراهن على الأساليب السلمية، وترافع عن قيم الديمقراطية وحقوق الانسان كما تسعى الى زرع ثقافة التنوع السياسي والتعددية الحزبية في المجتمع الصحراوي، الى جانب التوزيع العادل للثروة وحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان، في قطيعة تامة مع النموذج الشمولي والراديكالي القديم للبوليساريو.
نطمح في الحركة أيضا الى تمثيل كافة الآراء والحساسيات المعبر عنها في المجتمع الصحراوي، بما في ذلك التي لا تجد نفسها ممثلة في البوليساريو، وندعوهم الى تجاوز حالة اليأس والتخلص من النظرة المتشائمة إزاء المستقبل، لأجل الانخراط والمساهمة في تحقيق رؤيتنا العقلانية والبراغماتية الرامية الى تجاوز وضعية الجمود والانسداد السياسي التي تمر منها قضية الصحراء الغربية.
ومن هذا المنطلق ندعوا كافة النخب السياسية في المجتمع المدني المغربي، الى المساهمة الفعالة في دعم هذا التوجه، وعدم البقاء مكتوفي الأيدي أمام هذه الوضعية السياسية المتسمة بالانسداد والركود، لتجاوز الماضي، وتدشين مرحلة جديدة تتسم بالتعايش والوفاق، حتى لا نضيع المزيد من فرص السلام والازدهار في المنطقة، وتفتح المجال لتحقيق اندماج وتنمية البلدان المغاربية، بما يعود بالنفع على شعوب ومجتمعات المنطقة جميعا.
السؤال الثاني : لماذا اختارت حركتكم فترة انشغال العالم بوباء كورونا للإعلان عن نفسها؟
في حقيقة الأمر تأسيس الحركة جاء في سياق نقاش عمومي مفتوح ومستمر منذ سنوات، شهد محطات حاسمة كان أبرزها المخرجات المخيبة للآمال لمؤتمر البوليساريو الأخير منذ حوالي الستة أشهر من الآن، حيث حسم الكثير من مؤسسي الحركة قرارهم في القطيعة مع البوليساريو، والعمل على تأسيس إطار سياسي جديد يعبر عن تطلعاتهم في تحقيق السلام والرفاه والعيش الكريم للصحراويين، نتيجة توصلهم الى قناعة مفادها أنه من غير الممكن التعبير عن طروحاتهم ومواقفهم داخل تنظيم البوليساريو.
ضمن هذا السياق كانت اللجان التحضيرية قد حدد قبل ظهور جائحة كورونا، بداية شهر أبريل كموعد لانعقاد ملتقى وبعد ذلك المؤتمر التأسيسي للحركة، لكن الأجواء الناجمة عن الجائحة حالت دون ذلك، فتقرر عقد جمع عام تحضيري عبر الانترنت ريثما تتوفر الظروف المناسبة لانعقاد مؤتمر الحركة على أرض الواقع.
السؤال الثالث:
ما هي القيمة المضافة التي يحتمل أن يقدمها هذا الوافد الجديد على الساحة السياسية؟
في ظل أجواء التوتر والتصعيد التي تلقي بظلالها على المشهد الصحراوي بين الفينة والأخرى، والناجمة عن حالة الاستقطاب الحاد في ما بين الأطراف والجهات المتدخلة في النزاع، ما أفرز تباعدا وتناقضا في الرؤى والمواقف المعبر عنها من قبل الأطراف الرئيسية وأدى إلى تكريس الجمود والانسداد الحاصل الذي تعيش على وقعه قضية الصحراء الغربية منذ عقود من الزمن…، أعتقد سيكون للحركة أدوار فاعلة في طرح رؤى وتصورات جديدة ومغايرة بخصوص الحل، الأمر الذي من شأنه أن يحلحل الملف ويحرك المياه الراكدة، خاصة بالنظر الى استقلاليتها وتحررها من الاستقطابات الاقليمية وعقد الماضي والمواقف التقليدية.
الحركة برؤيتها الواقعية، وتصورها البراغماتي الذي يضمن مصالح وحقوق الاطراف جميعا، ستكون مؤهلة لطرح مقترحات الحل الممكن والقابل للتطبيق، الكفيل بإنهاء النزاع، وضمان تحقيق السلام وتنمية وازدهار جميع بلدان المنطقة.
حكمة ورزانة باديتان على طرح قيادة الحركة
بعككس قيادة البوليساريو التي أبانت عن مستوى اخلاقي منحط
التخوين والاتهامات والسب والقذف
للاسف قيادة الجبهة ما كانت في المستوى
إن هذه الحركة المنبثقة من رحم المجتمع الصحراوي تتسم بالواقعية في تناول ومعالجة المشكل لأنها تشعر حقيقة بمعانات هذا الشعب الذي طال انتظاره لتحقيق الحلول الوهمية والمستحيلة التي يجري وىاءها البوليزاريو.