لغة الاخلاق في السياسية ..

يمكنك المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

في ماضٍ قريب كان لصوت السياسي والفنان والقلم الكاتب و الشاعر .. سبيل للوصول الى قلة من العامة، وفي فترات الى نخبة تعي وتفهم ما يقال وما يُكتب .. وذلك راجع الى ندرة وسائل النشر و البث و الاعلام، فكان المنصتون و القراء و المتعلمون اكثر بكثير من المحدثين و الكُتاب و المعلمين، فعمت الفائدة و قل اللغط … و اليوم في زمن كثرت فيه مصادر المعرفة و سهل الوصول الى المعلومة و تعددت وسائل البث و النشر من قبيل وسائل التواصل الاعلامي، فكثر معها المحللون و السياسيون و الاكاديميون بغير ذي مرجعية و بلا تكوين علمي رصين، فكثرت معها الجهالة و الجاهلية فصمت الحق و نطق الباطل.


مجتمعنا الصحراوي يعيش اليوم مخاضا سيطول لربما لعقود و حتى لقرون لعوامل عصيها من داخله و بعضها خارجي، كلٌ بعصبته ينظر فيها شرعية الوجود و التواجد والباقون غير مبشرين بجنة الفردوس حتى، في مجتمعنا الصحراوي من يخالفك الرأي خائن بحكم نهائي لا يطاله طعن، في مجتمعنا الصحراوي المبادرة السياسية برياح ما شرق الجدار خيانة، و برياح غربه خيانة ايضا، و ان كانت رياحا بنكهة” تلِّيلة ” فذلك كفر بواح، اما ان كانت جنوبية ” لكَبْلية “فتلك رياح اجنبية وافدة ” تُكبّرْ بيها الحزمة و توف…” .. مفاده اينما تُولّوا فثم وجه إله التخوين …

نحن مجتمع لم نتعلم من شتاتنا و لا من اخطاءنا و لا نريد ان نتعلم اصلاً، نريد المحال و نبحث عن الصعب و الخونة خونةٌ سواء اكانوا جبهة ام خط شهيد ام وحدويون ام اهل سلام، حتى الصامتون و الموتى خونة على صمتهم و موتهم عن الذود و الذب عن قضية لا بداية و لا نهاية لقصتها على ضوء ما نعيشه و على ضوء متغيرات الاوضاع السياسية و موازين القوى الدولية و التوازنات الاقليمية و العالمية، التي ينسى الصحراوي على انها اصل احزانه و شتاته و هي ملاذه الى بر الامان ان شاءت مشيئة رب القرار السياسي و العسكري و الاقتصادي في عالم تحكمه مصالح لا مبادئ …


نحن كصحراويون من اجل دولة صحراوية ذات سيادة او صحراويون في مغرب موحد او صحراويون من اجل سلام او حتى صحراويون من اجل “انا عكسنا ” وجب علينا أولاً التحلي بقيم تقبل الاختلاف في الرأي، والجلوس على كراسي طاولة الحوار او في مجالس اعداد الشاي، ثم تعلم قيم الاسلام السمحة و الاخذ من سيرة النبي المصطفى و الشرب من معين شمائله، هنا سنلتقي و يتفرق جمعنا و ان لم نتفق فلا يلعن بعضنا بعضا و لا نقتتل فتذهب ريحنا …


هي الاخلاق إذا، هي زاد المرء و هي اول ما يوضع في الميزان و هي التي بعث محمد ليتمم مكارمها .. بدونها لا مشروع سياسي او مجتمعي سيلقى نجاحا مهما يكن.

ذ.بقادة محمد فاضل
رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحركة صحراويون من اجل السلام.

يمكنك المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أخبار ذات صلة

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *