النص الكامل للمقابلة الصحفية التي أجراها عضو اللجنة السياسية بحركة “صحراويون من أجل السلام” مع جريدة موري ويب الموريتانية.
يبدو أن الحركة الصحراوية من أجل السلام حركة حديثة النشأة .هل يمكنكم تلخيص أهم مراحل نشأتها ؟
محمد موسى عمران : الجميع يعلم أن قضية الصحراء الغربية قد مرت بكثير من المطبات والتراكمات التاريخية التي نتج عنها إخفاقات وأخطاء على مستوى تسيير وإدارة الملف من قبل الجهة التي تبنت التمثيلية الوحيدة لشعب الصحراء الغربية والتي هي جبهة البوليساريو …
هذا التراكم نتج عنه تشتت أبناء المجتمع الصحراوي والكثير أصبح يبحث عن الحلول الفردية وهو ما دفعت باتجاهه جبهة البوليساريو التي تركها وانزاح عنها الآلاف من خيرة أبناء المجتمع الصحراوي إضافة إلى إن جبهة البوليساريو وضعت نصب أعينها إغلاق الباب أمام كفاءات الصحراء الغربية ومن هنا أصبحت جبهة البوليساريو هي من تتبنى التمثيلية الوحيدة للخيار العام فادا بالبوليساريو نفسها هي من تتخلى عن أهم وابرز الأطر فقط لان التوجه أصبح مختلف بين خيار الجبهة وخيار المجتمع الصحراوي المعني بمسالة تقرير المصير
لهذه الأسباب نشأت الحركة الصحراوية من اجل السلام لبلوغ التطلعات والاهتمامات والمصالح العليا للشعب الصحراوي في حقه المشروع لتحقيق كيان في إطار قانوني يحفظ تلك التطلعات ومصالح سكان الصحراء الغربية .
لماذا هذا الكيان الجديد وماهية أهدافه ؟ وما هي الخطوات الناجعة برأيكم لبلوغ حل عادل لمشكل الصحراء الغربية ؟
محمد موسى عمران : الحركة الصحراوية لأجل السلام جاءت لإعطاء دينامكية جديدة لمسلسل السلام الذي ترعاه الأمم المتحدة مع الأطراف المباشرة للنزاع والغير مباشرة …كما هو معلوم مرجعية الحركة هي كل توصيات مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالنزاع والبحث عن حل في هذا الاطارمن خلال تبني كل قرارات مجلس الآمن الدولي ذي الصلة وبصفة خاصة القرار 2494 الصادر في أكتوبر 2019 بناء عليه أصبح الحوار السياسي ضرورة من خلال التفاهم والتآزر والاحترام المتبادل بين كل الأطراف للوصول إلى حل سياسي متفاوض يضمن المصير الحر للشعوب بعيدا كل البعد عن لغة التشنج والتهديد والعنف والحرب …
هكذا فان الحركة الصحراوية من اجل السلام عقيدتها هي الحوار كوسيلة للوصول إلى حل نهائي للنزاع الذي عمر أكثر من اللازم . بناء عليه فان الخطوات الذاتية للحركة هي في مفاوضات مع الأطراف المباشرة للنزاع على نفس المسافة من الحياد للوصول الى حل يضمن الآمن والاستقرار والسلم الدائم بصفة خاصة في الصحراء الغربية وبصفة عامة في منطقة شمال غرب إفريقيا …
وعلى هذا الأساس فان الحركة باشرت في إجراء اتصالاتها الأولية مع الأمم المتحدة والجزائر والمغرب والبوليساريو وموريتانيا عبر رسائل رسمية للمعنيين المباشرين و غير المباشرين بنزاع الصحراء الغربية… ونأمل من أشقائنا في موريتانيا أن يتفاعلوا مع هذه الحركة الجديدة صحراويين من اجل السلام وبصفة خاصة حكومة هذا البلد الشقيق ..تفاعل ايجابي وبناء لما فيه خير لشعبينا الشقيقين و ألمغاربي بصفة عامة .خاصة وان طموحات شعوب المنطقة تواقة للعيش المشترك والتقدم والازدهار والرقي في إطار اتحاد مغاربي يضمن التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لشعوب المنطقة ككتلة اقليمية امام التكتلات القارية التي يعرفها العالم في زمن العولمة .
وبالتالي فان الحل في نظري المتواضع لا يتعدى الحوار والتفاهم والوفاق والاحترام المتبادل بين الأطراف والذي يكون في صلب اهتماماته بلوغ تحقيق منفعة الشعوب
ماهو مستوى تمثيلية حركتكم بين سكان مخيمات اللاجئين ؟
محمد موسى عمران : الحركة تشكلت في عقول ووجدان الإنسان الصحراوي لأنه بالضرورة أصبح مقتنع بان ما سيحل المسالة هل تعاقد فكري جديد لا تعاقدات الدم والقبيلة . بناء عليه فان الحركة ببيانها التأسيسي تكون قد نفذت إلى كل مكان يتواجد به الإنسان الصحراوي بالمهجر وارويا وبموريتانيا والجزائر والصحراء الغربية …هذا التعاقد السياسي وجد تجاوبا كبيرا في مخيمات اللاجئين نتيجة وضعهم القانوني فيما يتعلق باللجوء على انهم أكثر تعلقا بالحل نتيجة وضعهم الغير عادي وهذا ما يفسر انخراط العديد من الأطر وتوسع رقعة التداول الفكري حول ميثاق الحركة وكيفية الانهضام لها ..ونظرا لصعوبة الإعلان عن عدد المنخرطين من سكان المخيمات نظرا لغياب الضمانات القانونية في حق الانضمام لحركة سياسية خارج إطار البوليساريو فان العدد يتزايد كل يوم ولضمان سلامتهم فان الحركة ترتئي عدم ذكر أسمائهم علانية .
ماهو رد الفعل الذي إثارته حركتكم لدى جبهة البوليساريو وهل حاول احتواء هذا الانقسام الجديد داخله ؟
محمد موسى عمران : مولود حركة صحراويين من اجل السلام استقبلت ولادته جبهة البوليساريو بالاتهامات للمغرب واسبانيا ودول الغرب بالعمالة والخيانة .اتهامات رسمية جائت على لسان مسؤول التنظيم السياسي للجبهة والذي اعتبر هته الحركة بانها نشاز وجب مواجهته بكل طرق التشهير والتخوين الى درجة ان مدير القطب الإعلامي أكد على ضرورة الحرب على حركتنا الصحراوية لاجل السلام وتوالت نفس البيانات والتصريحات على لسان الوزير الاول في جبهة البوليساريو ومجموعة قيادات اخرين كلهم اكدو نفس التوجه وهو اعلان العداء على خط سياسي جماهيري نبع من شعب الصحراء الغربية والغريب في الامر في نفس الوقت ان حركة صحراويين من اجل السلام لا تعتبر اي طرف من الاطراف كعدو بل شركاء لها في ملف نزاع الصحراء الغربية امام المجتمع الدولي .
ماهي افاق هذا الكيان الجديد على المستوى الاقليمي والدولي ؟
محمد موسى عمران : اعتقد ان اهم الافق خاصة لذى المشروع الوطني هو تحقيق غاية تقرير المصير وتقرير المصير يبدا من حق التعبير …هذا الحق الذي كان يصر كل طرف على حدى بامتلاكه الحصري مع غلق افق التفاوض دون بلوغ حل يضمن مصلحة شعب الصحراء الغربية …ومع الجمود الذي طال سنون عديدة في الملف تشكلت فئات عريضة بكلا الاتجاهين بلا صوت ولا قرار او تاثير في صناعة الحل او التعبير عنه … فئات صامتة لا وزن لها ولاصوت …لذالك اهم الافق بالنسبة للحركة هو انها وضعت خيطا سياسي لا يجرم احد ولا يخون احد لان الجميع له حق الاختيار وحق التعبير وحق بلوغ الحل العام وحتى لايرتهن المستقبل الا للمصلحة العليا لشعب الصحراء الغربية …ومع حركة صحراويين من اجل السلام بدأ التعاقد على القانون وتوصياته لذالك لنا الثقة في ان هذا الرهان سيكون قنطرة عبور نحو الحل . هذه الشرعية التي نبعت من الاغلبية في الضفتين هو الذي سيبني القناعة لدى المجتمع الدولي بان الخط السياسي لهذه الحركة هو الحاسم في ايجاد حل دائم متفق عليه من لدن الاطراف بضمانات دولية ينهي المشكل بصفة دائمة في المنطقة .
أتمنى لهذه الحركة كامل التوفيق والنجاح،ومن الثابت ان الأغلبية سكان مدينة العيون يعتبر عنها منظمة ذات مصداقية تقودها في الوقت ألحاني مجموعة من أبناء هذا المخلصين والنظفين،دون سوابق مثل البوليساريو ورموزه أمثال البطل والأسير.