تعميم صحفي:
قال ابراهيم الخليل الزاوي مسؤول لجنة الاعلام والاتصال بـ “صحراويون من أجل السلام” أن الحركة “قلقة بخصوص الوضع السياسي القائم في المنطقة”، مضيفا أن “القضية الصحراوية لا تزال تراوح مكانها، وتمر بمرحلة حرجة”.
وأشار عضو اللجنة السياسية بالحركة في المقابلة التي أجراها مع موقع “وكالة المنارة الاخبارية” الموريتاني، أنه “ومنذ وقف إطلاق النار عام 1991 ودخول الأطراف في مسلسل السلام الاممي، مر على رأس الهيئة الأممية خمس أمناء عامون، وما لا يقل عن عشرة مبعوثين خاصين، كان آخرهم المستشار الالماني، هورست كوهلر، والذي قدم استقالته منذ عام، فإن منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، مازال شاغرا حتى اليوم”، ليخلص الى أن “النتيجة مسار مليئ بالعقبات، والمنتظم الدولي لم يعد يأخذ القضية على محمل الجد، فطوال خمسة عقود لا يزال الشعب الصحراوي، يعيش في الشتات والمعاناة، دون إيجاد حل لمأساته”.
وردا على سؤال “وكالة المنارة الاخبارية” حول محطات التشاور التي دشنتها الحركة، أوضح المتحدث أنه “وفي اطار التحضير لمؤتمرها التأسيسي، تم الاتصال بمختلف الفاعلين الصحراويين، والانفتاح على مختلف الحساسيات والتوجهات المعبر عنها في الساحة الصحراوية، و استقطاب الكثير منها”، معقبا “لقد كانت حقيقة محطات تشاور طويلة، تم تحضيرها بروية”. ليشير الى أن الحركة “كانت تعتزم عقد مؤتمرها التأسيسي في شهر ابريل المنصرم، ووجهت بالفعل دعوات للمشاركة الى كل الحساسيات والتوجهات السياسية الممثلة في المجتمع الصحراوي، لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك. فتم اللجوء الى الفضاء الافتراضي، ريثما تتوفر الظروف الملائمة لانعقاده على ارض الواقع، هذا على مستوى الساحة الصحراوية”.
وفي ما يتعلق بالاتصالات التي عكفت عليها الحركة على المستويين الاقليمي والدولي، فقد أشار مسؤول الاعلام والاتصال بـ”حركة صحراويون من أجل السلام” الى أن الحركة “باشرت ببعث رسائل للجهات المعنية بالنزاع، كما أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بتأسيسها، وأوضحت استعدادها للمساهمة الايجابية لتحريك المياه الراكدة وحلحلة الملف”.
ابراهيم الخليل الزاوي عرّف الحركة على أنها “مشروع سياسي جديد، يطمح الى تمثيل كافة الحساسيات التي تمثل مختلف مكونات المجتمع الصحراوي”، مضيفا أنها “تجربة سياسية غير مسبوقة، تكسر النموذج الشمولي والراديكالي والتفكير الواحد والوحيد، كما تزرع ثقافة الاختلاف في المجتمع الصحراوي وفكر التنوع السياسي والتعددية الحزبية بما يتناسب مع حداثة القرن الحالي”.
وبخصوص أهداف الحركة أشار القيادي بـ”صحراويون من أجل السلام” الى أن “الحركة تأسست بهدف لعب دور محوري في البحث عن حل سلمي للنزاع، وانهاء مأساة ومعاناة الشعب الصحراوي”، مضيفا أنها “تؤمن بأن الحل يكمن في حل توافقي بين الاطراف، طبعا بضمانات دولية، وتتضمن خيارات تقرير المصير، كما نرى أنه آن الأوان لكسر الجمود وإيجاد حل للنزاع بالمرة، نزاع طال امده ولاتستفيد منه سوى فئة معينة، بينما ضحيته غالبية الشعب”.
وردا على سؤال للجريدة الالكترونية الموريتانية، حول ردود الفعل التي أثارها الاعلان عن تأسيس الحركة أوضح براهيم الخليل الزاوي “رغم ما تعرضنا له من حملات تشهير وتشويه هائلة، ورغم قصر المدة التي مرت على تأسيس الحركة والظرفية الاستثنائية التي نعيشها بسبب جائحة كورونا، الا أننا تمكنا من إيصال صوتنا الى مختلف أرجاء العالم، لا سيما في الدول المعنية بالنزاع”، ليشير الى ان انطلاقة الحركة “واكبتها العديد من المنابر الاعلامية الدولية، وخصت البيانات الصادرة عنها بالتغطية والتحليل، فكتبت الكثير من المقالات واجريت مقابلات صحفية عديدة حول الموضوع…”، ليخلص الى أن الانطلاقة “كانت ناجحة من حيث المواكبة الاعلامية”.
مسؤول الاعلام والاتصال بالحركة تطرق أيضا الى “الضغوطات الهائلة التي واجهت أعضاء الحركة من طرف بعض قادة البوليساريو لثنيهم عن الانخراط فيها”، حيث أكد على تلك الضغوط “لم تثني المؤمنين بطرح الحركة عن الالتزام بها”، مضيفا أنه “وإلى حدود الساعة لا زلنا نتلقى عبر موقعنا الرسمي طلبات الانخراط بشكل يومي، خصوصا من المنتمين لفئة الشباب و الطلبة الجامعيين، ينضافون الى قرابة المائة الموقعين على بيانها التأسيسي من الأطر والضباط وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، الى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الاسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان”.
وبخصوص العلاقة مع موريتانيا فقد أوضح المتحدث “كصحراويون لا تربطنا بموريتانيا الشقيقة فقط الحدود الجغرافية، بل اكثر من ذلك بكثير، نحن (اعظم بلا مفصل)، تجمعنا الروابط التاريخية، الاجتماعية والثقافية، فالشعبين هما في الاصل شعب واحد، يتقاسمان العادات والتقاليد والمشاعر والقيم الروحية والانسانية”، مشيرا الى أن الحركة “تثمن الجهود المبذولة من طرف موريتانيا في النزاع الصحراوي، فقد كانت دائما محترمة للشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، كما نشيد ايضا بانفتاحها على المستوى الاجتماعي، باحتضانها للجالية الصحراوية الكبيرة، وفتح المجال لتحركهم على اراضيها باعتبارها مركز ثقافي لامتدادات مجتمع البيظان في كافة بلدان المنطقة، كما نشيد بجهودها الرسمية للاعتناء بالثقافة الحسانية”.
في ذات السياق أشار براهيم الخليل الزاوي الى سعي الحركة “للتعاون مع موريتانيا لحلحلة ولما لا حل هذا النزاع بما سيعود حتما على الشعبين الشقيقين بالرفاهية والامن والازدهار، مضيفا “أننا في الحركة مستعدون للتعاون مع موريتانيا من أجل الاسراع لايجاد حل لهذا النزاع”. ليشيرا الى أن “هذه الارادة عبرنا عنها من خلال الرسالة التي بعثها السكرتير الاول للحركة، لوزير الخارجية الموريتاني، السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد”.
“نطمح لربط علاقات أخوية مع كافة القوى السياسية الموريتانية، ونتمنى الاستفادة من التجربة الديمقراطية الموريتانية، والتي تركت صدى كبير، المتمثل في االانتقال السلمي والسلس للسلطة من رئيس الى اخر، بعد انتخابات نزيهة وشفافة”، يؤكد مسؤول الاعلام والاتصال بالحركة.
وردا على سؤال حول العلاقة مع المغرب، أوضح ابراهيم الخليل الزاوي موقف الحركة “أننا نعتبر المغرب احد الاطراف الرئيسية في الملف”، مشيرا الى الرسالة التي بعثت بها “صحراويون من أجل السلام” الى وزير الخارجية المغربي، “مثله مثل باقي وزراء خارجية الدول الاخرى، لتبليغه بتأسيس الحركة، ولشرح مواقفنا لا سيما التعبير عن ارادتنا في المساهمة الايجابية في الملف”، يوضح ابراهيم الخليل الزاوي نهاية المقابلة الصحفية التي أجراها مع موقع “وكالة المنارة الاخبارية” الموريتاني.
لجنة الاعلام والاتصال
30 ماي 2020