يواصل وفد حركة صحراويون من أجل السلام المكون من السكرتير الأول “الحاج أحمد باريكلى” و”محمد شريف” رئيس لجنة العلاقات الخارجية، لقاءاتهم مع الشخصيات السياسية والأكاديمية والإعلامية في العاصمة الارجنتينية بوينس آيرس، حيث شارك الوفد يوم الخميس 16 ماي، في مناظرة نظمت بمقر جامعة الدفاع الوطني الأرجنتينية، بعنوان “الحوار من أجل السلام في السياق الراهن”، المنظم بتعاون بين الجامعة واللجنة الدولية للحوار والسلام.
وقد تم تقديم المداخلات من قبل رئيس جامعة الدفاع، الدكتور خوليو سي سبوتا، والسيد الحاج أحمد بريكلى، السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام، والدكتور أدالبيرتو سي. أغوزينو، السكرتير المنسق للجنة الدولية للحوار والسلام،
وبعد البدئ في المداخلات من قبل عميد جامعة الدفاع، الدكتور خوليو سي. سبوتا، الذي تحدث عن أهمية أفريقيا بإعتبارها قارة المستقبل، مشيراً إلى ضرورة أن تولي الارجنتين أهمية أكبر للقارة الأفريقية، جارتها على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، مسلطاً الضوء على أنه على الرغم من أن الصين بعيدة عن أمريكا اللاتينية، الأمر الذي لم يمنع من تعزيز وتقوية العلاقات مع العملاق الآسيوي.
لينتقل إلى تسليط الضوء على أن وزارة الدفاع أرادت تعزيز الروابط الدولية لجامعة الدفاع، خاصة من خلال خلق روابط مع أفريقيا، ولذلك رحبت بحضور السيد الحاج أحمد باريكلى، زعيم حركة صحراويون من أجل السلام، واصفا إياه بـ “ مقاتل من أجل السلام”،
مشيرا إلى الدكتور أدالبرتو أغوزينو الذي وصفه بأنه من أعظم المتخصصين في أفريقيا بالأرجنتين،
وبدأ السيد الحاج أحمد باريكلى في كلمته بتقديم مراجعة موجزة لنشأة صراع الصحراء الغربية، مؤكدا أنه الأقدم في أفريقيا و”الذي يعتبر اليوم بعد خمسين عاما صراعا منخفض الحدة”، وبعد الإشارة إلى أنه لا توجد عائلة صحراوية لم تفقد أحباءها في حرب لم يكن ينبغي خوضها منذ البداية والتي يقول أحمد “أؤكد أنه من الضروري التوصل، في أقرب وقت ممكن، إلى حل وسط عادل ودائم الحل بضمانات دولية..”
وعند تناوله لنشأة حركة صحراويون من أجل السلام، ذكر الحاج أحمد أنها كانت نتيجة نقاش مستفيض شارك فيه العديد من الأشخاص، مدنيون وجنود ودبلوماسيون سابقون، كانوا ينتمون إلى جبهة البوليساريو وغيرهم ممن لم يتعاطفوا مطلقًا مع الحركة القديمة، مسلطًا الضوء على دور أحفاد أعضاء التجمع الصحراوي في العهد الإسباني وممثلي السلطة الصحراوية التقليدية، وذكر السكرتير الأول أنه أمام رفض قيادة جبهة البوليساريو فتح حوار أو نقاش داخلي لإعادة النظر وتغيير المسار، “قررنا القطيعة وإنشاء تنظيم سياسي صحراوي ليكون قادرا على التأثير في مجرى الأحداث”.
بالنسبة للحاج أحمد، “ولدت حركة صحراويون من أجل السلام بمهمة حصرية تتمثل في المساهمة في الحل السلمي، وإخراج شعبنا من المستنقع، والتوقف عن مطاردة السراب وخيال النصر العسكري المستحيل”.
وأكد أحمد أن مقترح الحل الذي تقدمت به حركة صحراويون من أجل السلام ونهجها المعتدل وإلتزامها بالمسار السلمي “كان له تأثير عميق على السكان الصحراويين داخل وخارج مخيمات تندوف، مستدلا على قوله “..والدليل على ذلك – وأشير – هو الدعم الكامل الذي أبداه وجهاء القبائل لرؤية وجهود حركة صحراويون من أجل السلام..”.
وأخيرا، ذكر أن حركة صحراويون من أجل السلام لديها مشروع نظام أساسي خاص بالصحراء الغربية، جاهز لوضعه على طاولة المفاوضات انطلاقا من قناعتها بأنه لا يوجد بديل آخر عن الرحلة إلى اللامكان، التي تقود إليها القيادة الاستبدادية لجبهة البوليساريو الصحراويين لمدة خمسين عاما.
ومن جانبه أشار الدكتور أدالبرتو أغوزينو إلى نشأة حركة صحراويون من أجل السلام، والأسباب التي أدت إلى ظهورها والدعم الدولي الذي تحظى به المنظمة الجديدة.
مبرزا أن ظهورها وضع حدا لمخطط “الحزب الواحد” و”الممثل الوحيد للشعب الصحراوي” الذي حاولت جبهة البوليساريو فرضه.
ليختتم الدكتور أغوزينو عرضه بالإشارة إلى أن جبهة البوليساريو هي جزء من الماضي، فإن حركة صحراويون من أجل السلام هي جزء من المستقبل الذي سيأتي في صراع الصحراء.
تجدر الإشارة إلى أن وفد حركة صحراويون من أجل السلام المكون من السكرتير الأول ورئيس لجنة العلاقات الخارجية، بدأ زيارة إلى الأرجنتين يوم الثلاثاء الماضي 14 مايو، في إطار جولة شملت عدة دول في أمريكا الجنوبية، وإلى جانب مشاركته في العديد من المؤتمرات، عقد لقاءات مع شخصيات ووسائل إعلام مختلفة.
لجنة الإعلام والاتصال
مدريد، 19 ماي 2024