النص الكامل للمقابلة الصحفية التي أجراها عضو اللجنة السياسية بحركة “صحراويون من أجل السلام” مع “وكالة المنارة الاخبارية” الموريتانية.
أجرى الحوار: الهادي بابو عموه
اهلا وسهلا بكم قراء “وكالة المنارة الاخبارية” إلى هذا الحوار الخاص الذي تجريه الوكالة مع السيد ابراهيم الخليل عثمان الزاوي عضو اللجنة السياسية ومكلف بالاعلام والاتصال، نخصص هذا اللقاء للحديث عن حركة صحراويون من أجل السلام.
نستضيفه ليطلع الرأي العام عن إنشاء الحركة، وماقطعته حتي الآن على الصعيدي المغاربي والموريتاني على وجه الخصوص.
مرحبا بك وشكرا على قبول إجراء الحوار.
وكالة المنارة الإخبارية: كيف هي الوضعية الصحراوية حتى الآن في رأيك وماهي ابرز محطات التشاور الذي قامت به الحركة حتى الساعة؟.
السيد إبراهيم الخليل عثمان :
بسم الله الرحمان الرحيم
– بداية أتقدم بالشكر الجزيل لمؤسستكم الاعلامية الموقرة على إتاحة الفرصة لمخاطبة الرأي العام الموريتاني، والذي يحظى بأهمية بالغة لدينا، بالنظر الى الحركية التي يشهدها المجمتع المدني الموريتاني، وبحكم الأدوار التي تضلطع بها موريتانيا خصوص بقضية الصحراء الغربية.
جوابا للشطر الأول من السؤال، حركة “صحراويون من أجل السلام” قلقة بخصوص الوضع السياسي القائم في المنطقة، فالقضية الصحراوية لا تزال تراوح مكانها، و تمر بمرحلة حرجة، فمنذ وقف إطلاق النار عام 1991 ودخول الأطراف في مسلسل السلام الاممي، مر على رأس الهيئة الأممية خمس أمناء عامون، وما لا يقل عن عشرة مبعوثين خاصين، كان آخرهم المستشار الالماني، هورست كوهلر، والذي قدم استقالته منذ عام، فإن منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية، مازال شاغرا حتى اليوم، والنتيجة مسار مليئ بالعقبات، والمنتظم الدولي لم يعد يأخذ القضية على محمل الجد. وطوال خمسة عقود لا يزال الشعب الصحراوي، يعيش في الشتات والمعاناة، دون إيجاد حل لمأساته.
اما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال، فالحركة، قبل التأسيس، وفي اطار التحضير لمؤتمرها التأسيسي، تم الاتصال بمختلف الفاعلين الصحراويين، والانفتاح على مختلف الحساسيات والتوجهات المعبر عنها في الساحة الصحراوية، وتم استقطاب الكثير منها، لقد كانت حقيقة محطات تشاور طويلة، تم تحضيرها بروية.
للاشارة، الحركة كانت تعتزم عقد مؤتمرها التأسيسي في شهر ابريل المنصرم، ووجهت بالفعل دعوات للمشاركة الى كل الحساسيات والتوجهات السياسية الممثلة في المجتمع الصحراوي، لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك. فتم اللجوء الى الفضاء الافتراضي، ريثما تتوفر الظروف الملائمة لانعقاده على ارض الواقع، هذا على مستوى الساحة الصحراوية.
أما على المستوى الاقليمي والدولي، فقد باشرت الحركة ببعث رسائل للجهات المعنية بالنزاع، كما أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بتأسيس الحركة، وأوضحت استعدادها للمساهمة الايجابية لتحريك المياه الراكدة وحلحلة الملف.
وكالة المنارة الإخبارية :- هل تعمل الحركة في اطار قانوني معين أو انها لا تزال في إطار تحضيري في البداية وماهو موقفها السياسي؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – حركة “صحراويون من أجل السلام”، ليست حزب سياسي يسعى للوصول الى السلطة، فهي ليست مؤطرة ضمن اي عملية سياسية، وبالتالي ليست ملزمة باي نظام معين، انما هي حركة سياسية جديدة ومستقلة، تعيش الآن مرحلة انتقالية حتى انعقاد مؤتمرها الأول، طبعا اللجان التحضيرية تعمل على قدم وساق، من أجل خلق الظروف الملائمة لانجاح المؤتمر، الحركة تأسست بهدف لعب دور محوري في البحث عن حل سلمي للنزاع، وانهاء مأساة ومعاناة الشعب الصحراوي، فالحركة ليست مسجلة قانونيا في أي دولة، وبالتالي فهي لا تتبع لأي نطام البتة.
الحركة تؤمن بأن الحل يكمن في حل توافقي بين الاطراف، طبعا بضمانات دولية، وتتضمن خيارات تقرير المصير، كما نرى أنه آن الأوان لكسر الجمود وإيجاد حل للنزاع بالمرة، نزاع طال امده ولاتستفيد منه سوى فئة معينة، بينما ضحيته غالبية الشعب.
وكالة المنارة الإخبارية: – بوصفكم المكلف بالاعلام في الحركة هل أنت راض عن تغطية الانطلاقة وهل تعتقد أنها انطلاقة ناجحة؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – رغم ما تعرضنا له من حملات تشهير وتشويه هائلة، فرغم قصر المدة التي مرت على تأسيس الحركة والظرفية الاستثنائية التي نعيشها بسبب جائحة كورونا، الا أننا تمكنا من إيصال صوتنا الى مختلف أرجاء العالم، لا سيما في الدول المعنية بالنزاع، فقد واكبت انطلاقة الحركة العديد من المنابر الاعلامية الدولية، وخصت البيانات الصادرة عنها بالتغطية والتحليل، فكتبت الكثير من المقالات واجريت مقابلات صحفية عديدة حول الموضوع…، على العموم كانت انطلاقة ناجحة من حيث المواكبة الاعلامية.
وكالة المنارة الإخبارية: – هل قمتم بأي اتصالات مع السلطات العليا في موريتانيا ؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – كصحراويون لا تربطنا بموريتانيا الشقيقة فقط الحدود الجغرافية، بل اكثر من ذلك بكثير، نحن (اعظم بلا مفصل)، تجمعنا الروابط التاريخية، الاجتماعية والثقافية، فالشعبين هما في الاصل شعب واحد، يتقاسمان العادات والتقاليد والمشاعر والقيم الروحية والانسانية.
اننا في الحركة نثمن الجهود المبذولة من طرف موريتانيا في النزاع الصحراوي، فقد كانت دائما محترمة للشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، كما نشيد ايضا بانفتاحها على المستوى الاجتماعي، باحتضانها للجالية الصحراوية الكبيرة، وفتح المجال لتحركهم على اراضيها باعتبارها مركز ثقافي لامتدادات مجتمع البيظان في كافة بلدان المنطقة، كما نشيد بجهودها الرسمية للاعتناء بالثقافة الحسانية.
نسعى للتعاون مع موريتانيا لحلحلة ولما لا حل هذا النزاع بما سيعود حتما على الشعبين الشقيقين بالرفاهية والامن والازدهار.
في حركة “صحراويون من أجل السلام”، مستعدون للتعاون مع موريتانيا من أجل الاسراع لايجاد حل لهذا النزاع. هذه الارادة عبرنا عنها من خلال الرسالة التي بعثها السكرتير الاول للحركة، لوزير الخارجية الموريتاني، السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
كما نطمح لربط علاقات اخوية مع كافة القوى السياسية الموريتانية، ونتمنى الاستفادة من التجربة الديمقراطية الموريتانية، والتي تركت صدى كبير، المتمثل في االانتقال السلمي والسلس للسلطة من رئيس الى اخر، بعد انتخابات نزيهة وشفافة.
وكالة المنارة الإخبارية: – هل من تعريف عن “الهيئة التأسيسية لصحراويون من أجل السلام” وماهي ردود الفعل التي أثارتها منذ الانطلاقة ؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – حركة “صحراويون من أجل السلام” مشروع سياسي جديد، يطمح الى تمثيل كافة الحساسيات التي تمثل مختلف مكونات المجتمع الصحراوي، فهي تجربة سياسية غير مسبوقة، تكسر النموذج الشمولي والراديكالي والتفكير الواحد والوحيد، كما تزرع ثقافة الاختلاف في المجتمع الصحراوي وفكر التنوع السياسي والتعددية الحزبية بما يتناسب مع حداثة القرن الحالي.
اعتقد ان المسألة متعلقة بعقول البشرية على اختلافها، على الانسان ان يفكر بدل ان يترك الانظمة والتشكيلات السياسية تفكر عنه.
بالنسبة لردود الفعل التي اثارتها الحركة منذ الانطلاقة، فقد واجه أعضاء الحركة ضغوطات هائلة من طرف بعض قادة البوليساريو لثنيهم عن الانخراط فيها، لكن ذلك لم يثني المؤمنين بطرح الحركة عن الالتزام بها، فإلى حدود الساعة لا زلنا نتلقى عبر موقعنا الرسمي طلبات الانخراط بشكل يومي، خصوصا من المنتمين لفئة الشباب و الطلبة الجامعيين، ينضافون الى قرابة المائة الموقعين على بيانها التأسيسي من الأطر والضباط وكبار المسؤولين السابقين في البوليساريو، الى جانب أبناء وأحفاد أعضاء الجماعة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الاسبانية، بالإضافة إلى طلاب الجامعات وعدد كبير من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان.
وكالة المنارة الإخبارية: – أخي الكريم حديثكم جد ممتع بوصفكم عضو اللجنة السياسية بالحركة في هذه المرحلة وأنتم على اطلاع بما يجري منذ إنطلاقة الحركة ماهو موقف المغرب من الحركة؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – نحن نعتبر المغرب احد الاطراف الرئيسية في الملف، وعلى هذا الاساس راسلنا وزير الخارجية المغربي، مثله مثل باقي وزراء خارجية الدول الاخرى، لتبليغه بتأسيس الحركة، لشرح مواقفنا لا سيما التعبير عن ارادتنا في المساهمة الايجابية في الملف.
وكالة المنارة الإخبارية: – هل من كلمة أخيرة تقدمها عبر موقع “وكالة المنارة الاخبارية” وصفحاتها المتخصصة؟
ابراهيم الخليل عثمان الزاوي: – اجدد شكري لوكالة المنارة الاخبارية، لاتاحتي الفرصة للحديث عن حركتنا الحديثة العهد، واستغل الفرصة لاعبر عن تمنياتي من الله عز وجل ان يحفظ موريتانيا وشعبها من هذا الوباء.
كما نرجو أن تستمر موريتانيا في لعب دورها الحيوي لأجل تحقيق السلام في شمال غرب افريقيا.
تحياتي.
وكالة المنارة الإخبارية: كل الشكر والتقدير لكم أخي الكريم ابراهيم الخليل عثمان الزاوي، عضو اللجنة السياسية والمكلف بالاعلام الاتصال بحركة “صحراويون من أجل السلام” وعضو لجنتها السياسية على هذا اللقاء الخاص.
والشكر كذلك لقراء موقع “وكالة المنارة الاخبارية” وللمتابعين لصفحات الموقع بالفيسبوك وتويتر والمجموعات بالواتساب.
مؤسسة “وكالة المنارة الاخبارية” تشكركم جزيل الشكر والعرفان.
أتمنى للحركة كل التوفيق واتمنى ان تستطيع الحفاظ على استقلاليتها حتى تتمكن من بلوغ لهدف الذي سطرته لنفسها وتسحب القضية ممن يغتنون بها من اجل تحرير رهائن تندوف والنظام الجزائري