النص الكامل للمقابلة الصحفية التي أجراها المستشار بالهيئة التأسيسية للحركة مع الموقع الالكتروني الليبي الواسع الانتشار “بوابة افريقيا الاخبارية”..
حركة “صحراويون من أجل السلام” إطار سياسي جديد، تم الاعلان عنه بالصحراء الغربية في 22 من أبريل المنصرم، واستحوذ على اهتمام الرأي المحلي والإقليمي، كما أثار صخب إعلامي طيلة الأسابيع الأخيرة.
تعرف الحركة نفسها بأنها “تجربة سياسية غير مسبوقة”، تكسر النموذج الشمولي والراديكالي القديم للبوليساريو، وتزرع في المجتمع الصحراوي ثقافة التنوع السياسي والتعددية الحزبية “، ويشير بيانها التأسيسي على أنها “تطمح الى تمثيل كافة الآراء والحساسيات التي تعبر عن مختلف مكونات المجتمع الصحراوي، خاصة تلك التي لا تجد نفسها ممثلة في مواقف وممارسات البوليساريو، ومشاريعها السياسية أو منطلقاتها وخلفيانها الايديولوجية”.
كما تؤكد الحركة تمسكها بـ”المراهنة على الحلول السلمية”، وتطمح الى احتلال مكانتها “المستحقة كمرجع سياسي جديد يسعى الى التوصل الى سياسي عادل متوافق عليه، من شأنه أن ينهي مشكل الصحراء الغربية”.
وتعتبر “صحراويون من أجل السلام”، أن نزاع الصحراء الغربية الذي “لا تزال عملية السلام رهينة له، يقف عقبة دون تحقيق اندماج وتنمية شعوب المغرب العربي”.
وبحسب بيانها التأسيسي، فإن تسوية النزاع تعد “ضرورة تاريخية، من شأنها أن تفتح المجال لدخول مرحلة جديدة من التقدم والازدهار، تعود بفائدتها على الشعب الصحراوي وبقية شعوب المنطقة، كما ينبغي أن تسمح بإعادة فتح الحدود وإزالة جدار الصحراء الغربية، وتخصيص جزء من النفقات العسكرية لرفاهية الشعوب، إلى جانب مكافحة الإرهاب وشبكات التهريب والجريمة المنظمة”.
الحركة التي ترفع شعار “سلام، عدالة، وفاق“، تعلن مجموعة من المبادئ، في مقدمتها “المرافعة عن قيم التعايش، المساواة، والتوزيع العادل للثروة”، بالإضافة الى “حماية الحقوق الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسكان”.
وتوضيحا لمنطلقات وطموحات الحركة الناشئة، أجرت “بوابة إفريقيا الإخبارية” حوارا مع عضو الحركة والمستشار بهيئتها التأسيسية محمد سالم عبد الفتاح، فإلى نص الحوار:
- بداية لو شرحتم لنا السياقات السياسية المحيطة بتأسيس حركة صحراويون من أجل السلام؟
لا يخفى عليكم الوضع السياسي المأزوم الذي تمر منه قضية الصحراء الغربية، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الانسداد السياسي الذي يعرفه مسار الملف على مستوى الهيئات الدولية، والذي يمكن رصده من خلال مجموعة من المؤشرات، في مقدمتها تأخر تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي المكلف بالنزاع، وتوقف مسار المفاوضات التي كانت ترعاها الأمم المتحدة، وقبل هذا وذاك تعثر المسلسل الأممي للسلام…، وإذا ما نظرنا أيضا الى الأوضاع الانسانية، الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الصحراويين بضفتي الجدار، وخاصة بمخيمات اللاجئين بتيندوف، جميع الصحرايين لا يزالون يعانون من تبعات هذا النزاع الذي عمر أكثر من اللازم.
يضاف الى ذلك ما لاحظناه من وضع سياسي متسم بالجمود داخل البوليساريو، حيث عجزت كل محاولات الاصلاح والتغيير التي دشنها نشطاء كانوا ينضوون داخل الجبهة، لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة، فاصطدمت تلك المطالب الملحة بتعنت قيادة البوليساريو وانغلاق نظامها، فكان لزاما البحث عن إطار سياسي جديد يعبر عن تطلعات كافة الصحراويين، ويستجيب لآمالهم في غد أفضل يسوده الاستقرار والازدهار بما يضمن حريتهم وكرامتهم.
*وهل يعني ذلك “انعطافة” استوجبت نفسا جديدا ارتبط بانشاء حركتكم؟
**بالفعل لقد شكلت محطة مؤتمر البوليساريو العام الأخير – المنعقد بتفاريتي ديسمبر الماضي- منعطفا حاسما في اتخاذ العديد من مؤسسي الحركة قرارهم بالانخراط في هذا المشروع السياسي الجديد، فقد كانت مخرجات مؤتمر الجبهة بمثابة خيبة أمل بالنسبة لكل المطالبين بالاصلاح والتغيير داخلها، حيث رفضت قيادة البوليساريو الدعوات المنادية بتدشين حوار وطني من شأنه أن يذلل الصعاب أمام معالجة الاشكالات التي نواجهها كصحراويين، كما من شأنه أن يردم الهوة القائمة في ما بيننا، فكرست بذلك حالة الانسداد والانغلاق التي يعيشها نظام البوليساريو.
نفس الفترة شهدت أيضا رواجا لشهادات مروعة لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المرتكبة من طرف البوليسايو، تناولوا من خلالها تجاربهم في الاعتقال والتعذيب الذي تعرضوا له في سجون ومعتقلات الجبهة السرية الرهيبة، وهي الشهادات التي كشفت حجم الاجرام المهول الذي ارتكب في حق العديد من المواطنين الصحراويين على أيدي صحراوية أخرى وظفت الصلاحيات والسلطات المخولة لها من طرف الجبهة، منها من لا يزال يتبوأ مواقع قيادية فيها، ما يعني تكريسا واضحا لظاهرة الافلات من العقاب، عدى عن تنكر جلي لحقوق أولئك الضحايا من قبيل الكشف عن الحقيقة بخصوص ملابسات تلك الانتهاكات التي لحقت بهم، وتقديم الاعتذار الرسمي لهم، وعزل ومحاسبة المجرمين المتورطين، الى جانب جبر الضرر الذي لحقهم…، فرغم عدالة ومشروعية هذه المطالب، فإن قيادة البوليساريو لا تزال تتنكر لها حتى حدود الساعة.
سياقات من هذا القبيل كانت كفيلة بالنسبة للكثير من الأعضاء المؤسسين للحركة، لاتخاذ قرارهم الحاسم بالقطيعة مع البوليساريو فكرا وأسلوبا وممارسة، وهو ما فتح الباب للتفكير بشكل جدي للانخراط في هذا المشروع السياسي الجديد والمغاير الذي يروم معالجة كافة الاختلالات والانحرافات المسجلة في ما مضى، ويقدم رؤى وتصورات مختلفة بخطاب سياسي عقلاني واقعي بعيد عن الديماغوجيا والشعارات ولغة الخشب.
- كيف رصدتم ردود الفعل في التعاطي مع حدث الاعلان عن تأسيس الحركة؟
**لقد أحدث الاعلان عن تأسيس الحركة ضجة إعلامية كبيرة، سواء على مستوى الصحافة الدولية، أو بداخل الاقليم وفي بلدان الجوار، ربما ساهم في ذلك الجمود المسجل على مستوى تدبير ملف النزاع، لكن الذي زاد من زخم التعاطي مع حدث الاعلان عن تأسيس الحركة، هو ردة فعل البوليساريو المتشنجة، خاصة حينما سخرت ذبابها الالكتروني ووسائل إعلامها الرسمية والأقلام التابعة لها، للتهجم على الحركة والتشهيربالمنتمين لها ومحاولة تشويههم، يكفي أن تعلم أن قيادات الصف الأول في البوليساريو قد ظهر معظمهم عبر شاشة التلفزيون الرسمي ليكيلوا التهم الجزاف للحركة، وليعلقوا المشانق ويحرضوا على المخالفين.
ردة الفعل هذه جاءت بنتائج عكسية لما سعت إليه قيادة البوليساريو، حيث تضاعفت أعداد طلبات الانخراط التي نتوصل بها، خاصة من فئة الشباب من الطلبة والأطر والمثقفين، ينضافون الى لائحة المؤسسين المائة التي ضمت إطارات وقيادات مدنية وعسكرية سابقة بالبوليساريو، بينهم دبلوماسيون وكفاءات أخرى من المثقفين والنشطاء السياسيين والحقوقيين، جميعهم راكموا خبرات ميدانية هامة، ومستعدون لبذل كل الجهد لإنجاح مشروع الحركة.
*البعض يعتبر أنكم قمتم بخطوة شجاعة من شأنها حلحلة ملف النزاع ، بينما يتهمكم آخرون بأنكم تجاوزتم شرعية البوليساريو التاريخية كممثل للصحراويين؟
**بغض النظر عن تقييم الخطوة التي أقدمنا عليها، فلا أرى لها أي علاقة لها بخرق شرعية تمثيل الصحراويين، لان التمثيل الشرعي لا يمكن أن ينجم سوى عن الإرادة الشعبية، والتي لا يمكن تجيسدها بغير صناديق الاقتراع، وهو ما لم تتم إتاحته للصحراويين جميعا حتى حدود الساعة، فطبيعة نظام البوليساريو الفاشيستية ترفض الاحتكام الى الشعب، أما بقية الشرعيات الثورية، التاريخية أو القبلية، التي تعتمد عليها البوليساريو لتبرير تسلطها، فلم يعد لها أي مجال في عالم القرن الحادي والعشرين.
بالفعل تأسيس الحركة كان خطوة هامة في طريق تحقيق مطلب الديمقراطية والتعددية السياسية، وهو ما افتقرنا اليه في تجربة البوليساريو طوال نصف قرن من الزمن، ما يعني عمليا دحض شعار “الممثل الشرعي والوحيد” الذي لطالما وظفته البوليساريو لتكريس واقع الاستبداد واللاديمقراطية.
- هل لكم استراتيجية معينة لإخراج المشكلة من هذا الجمود الذي تعيشه؟
**طبعا فهدف الحركة الرئيسي يتمحور حول انهاء حالة النزاع السياسي الذي لا يزال الصحراويون وبقية شعوب المنطقة يدفعون ثمنه الباهظ، عبر تبني رؤية مرنة تروم التوصل الى حل سياسي عادل ومتوافق عليه، بما يتقاطع مع رؤية المجتمع الدولي المعبر عنها في قرارات ولوائح الأمم المتحدة ذات الصلة بالملف، كما نستحضر قيم الديمقراطية وحقوق الانسان، وثقافة الحوار والتعايش لأجل معالجة كافة التدعايات الانسانية، الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية المترتبة عن حالة اللاسلم واللا حرب المستمرة وغياب أفق الحل، وفي مقدمة تلك التداعيات حالة اللجوء والشتات اللذين تعيش على وقعهما فئات واسعة من الصحراويين، الى جانب الهشاشة الاجتماعية…، ولأجل تحقيق تلك الرؤية فإننا ننتهج الأساليب السلمية، ونسعى الى دعم كافة الجهود الرامية لإنهاء النزاع والتخفيف من وطأته.
- ما البديل إذن الذي يمكن أن تقدمه الحركة بخصوص حل النزاع؟
**في رؤية الحركة المضمنة في بيانها التأسيسي، قدمنا طرحا مرنا ومتوازنا، يأخذ بالحسبان كافة الاعتبارات والاشكالات المترتبة عن الوضع السياسي المحلي والاقليمي، كما يتحرر من الايديولوجيات والاستقطابات السياسية، وحتى من عقد الماضي، حيث نراهن على مقاربة عقلانية وواقعية، تروم إنقاذ ما يمكن إنقاذه، نسعى جادين من خلالها الى طي صفحة المعاناة التي يعيش على وقعها الصحراويون، وعدم تضييع أي فرصة قد تلوح من شأنها أن تنهي هذه المأساة المستمرة، كما نعول أيضا على كافة المساعي الحميدة التي يبذلها الوسطاء والمتدخلون الدوليون وبقية الجهات المعنية بملف النزاع، والذين سنعمل على التواصل معهم بشكل رسمي، ودعم جهودهم الرامية الى التوصل الى الحل الممكن، بما يضمن مصالح أطراف النزاع جميعا، ويفتح المجال لتحقيق الاندماج والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة، وبما يلبي أيضا المطالب والاهتمامات المعبر عنها في أوساط الصحراويين، والذين نعمل على الانفتاح على كافة الآراء، التوجهات والحساسيات المعبر عنها من طرفهم.
Una lucha, firmeza y sacrificio para completar la soberanía del estado saharaui
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ملاحطتي الاولى أنني اهنئ الحركة واتمنى له التوفيق ان شاء الله،الملاحظة الثاني أن جل مواقيع الصحراويين الداخل والخارج مقالاتها وكتاباتها غير واضحة الرؤية كل من أراد قرائتها ومتابعتها يجب أن يحمل معه دوماجهاز ” مجهار المكبر ” لتكبير الكتابة لكي لا يمل.