بقلم محمد سالم عبد الفتاح:
استمعت الى القصة السمجة المفبركة المتداولة هذه الأيام، تسجيلات يتحدث فيها شخص يعرف نفسه باسم محمد فال ولد ميشان، ويزعم أنه التقى بالسكرتير الأول لـ”حركة صحراويون من أجل السلام” الحاج أحمد بالرباط برفقة مسؤول مغربي اسمه العلوي حسب ادعاءه،، وأنه استلم من عنده مبالغ مالية لأجل تأطير الصحراويين في ما أسماه “مكتب صحراويون من أجل السلام”، وفي نهاية تسجيله يوضح أن جائحة كورونا حالت دون اتمام الاتفاق الذي يزعم أنه تم بينهما.
ما أستطيع ان أوكده بخصوص هذا الموضوع، هو أنني كنت شاهدا على كافة التحضيرات الخاصة بالتأسيس للحركة، وما يثبت بالنسبة لي كذب وبهتان شهادة المدعو محمد فال وينسفها كليا، ليس فقط معرفتي بالسكرتير الأول للحركة الحاج أحمد واضطلاعي على أماكن تواجده في تلك الفترة فقط، وإنما موضوع تسمية الاطار السياسي الجديد والتي لم تتقرر سوى قبل 48 ساعة من موعد الاعلان عن البيان التأسييسي لـ”حركة صحراويون من أجل السلام” في الـ 22 من أبريل المنصرم، فقد كانت التسمية المعتمدة هي آخر المقترحات التي طرحت، قبل أن يقع الاختيار عليها من خلال تصويت أعضاء الهيئة التأسيسية، بمعنى أنهلم يكن هناك شيء اسمه “صحراويون من أجل السلام” قبل تاريخ الـ 20 من نفس الشهر، فقد كنا نتداول حول مجموعة من التسميات الأخرى التي لم نحسم فيها، فكيف تداول من سمى نفسه بـمحمد فال اسم الحركة المعتمد رسميا قبل جائحة كورونا؟
من جانب آخر لا توجد من بين هيآت الحركة التي أعلن عنها في البيان التأسيسي أي هيئة تسمى بـ”المكتب” فقد أوضحنا من خلال البيان التأسيسي، هيكلة الحركة والتي تضم الى جانب السكرتير الأول لجنتين سياسية وأخرى للمستشارين، الى جانب ست لجان تقنية، وفرق عمل تابعة لها، ولم يسبق أن تم تداول اي هيئة باسم “المكتب” في الوثائق والتصريحات الصادرة عن الحركة.
اما الأهم فهو ما ذكره مجموعة من القاطنين بمدينة الداخلة التي ادعى المتحدث انه يقيم فيها، من أنهم يعرفون أسرة أهل ميشان، لكنهم لا علم لهم بأي شخص يحمل اسم “محمد فال ولد ميشان”، وهو ما يطرح الكثير من الاستفهامات حول الجهة التي تقف وراء هكذا فبركات بائسة.
في اعتقادي ليس مستغربا لجوء قيادة البوليساريو الى خطوات جبانة من هذا القبيل، هدفها تشويه “حركة صحراويون من أجل السلام” والتشويش على عملها، فقد سخرتذبابها الالكتروني وأبواقها وأقلامها المأجورة، وخرجت قياداتها الرئيسية على شاشة تلفزيونها الرسمي تشوه الحركة وتخون عناصرها، لتعلق المشانق وتحرض عليهم، كما وظفوا في معركتهم كل الوسائل المتاحة بالنسبة لهم بما في ذلك ارسال سفهائهم لتهديد اعضاء الحركة والضغط عليهم من خلال القنوات القبلية المقيتة، ومحاولة ابتزازهم واغراهم وشراء ذممهم، فضلا عن عملية فبركة واسعة لمحتوى الكتروني مزور منسوب للحركة وترويجه عن طريق صفحات تنتحل اسم الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي.
على العموم كل ما قامت به قيادة البوليساريو من ردود فعل متشنجة منذ الاعلان عن البيان التأسيسي، من تهديد للاعضاء، وتشهير بهم، وفبركة قصص وغير ذلك من الأساليب الخبيثة التي وظفتها، لا يؤكد سوى ما ذهبنا اليه مرار في وثائق وتصريحات مسؤولي “صحراويون من أجل من السلام” من افلاس قيادة البوليساريو الاخلاقي وخلو جعبتهم من أي منطق أو حجة بالامكان ان يواجهوا بها طرح الحركة العقلاني والمتزن الذي يبدوا ان المستفيدين من هذا الوضع القائم قد أحسوا بمدى خطورته وتهديده لأجنداتهم الضيقة والقائمة على تكريس معاناة الصحراويين وتعميقها.
ردود فعل أظهرت مدى ضعف وهشاشة مواقف البوليساريو التي لم تجد ما تواجه به “صحراويون من أجل السلام” سوى فبركة الأكاذيب والترويج للاشاعات وإطلاق التهم الجزاف، لكنها لم تخيب فقط آمال الصحراويين الأحرار الذين اكتشفوا مدى انحطاط قيادة تدعي احتكار تمثيل الصحراويين منذ حوالي النصف قرن من الزمن، لكنها خيبت آمالنا أيضا في الحركة، بعد تيقننا من غياب خصم ومحاور في مستوى تحديات المرحلة، كان بالامكان ان يواجهنا بالاراء والافكار ويحافظ على شعرة معاوية، فما يفترض أن يجمعنا أكثر بكثير وأهم من مجرد حسابات سياسوية تريد قيادة البوليساريو من خلالها أن تهدم كل شيء لأجل الابقاء على مصالحها الضيقة وسلطتها وشرعيتها الوهمية.
“صحراويون من أجل السلام” فكرة دخلت حيز الوجود، وسيكون من المستحيل القضاء عليها، خاصة من طرف خصم مفلس أخلاقيا، لم يجد ما يواجه به الأفكار سوى التهديد والتشهير وفبركة القصص البائسة، ففي النهاية ستنتصر الفكرة مهما بلغت قوة وجبروت وطغيان القيادة العاجزة والواهنة.
أفكاريوقناعاتيهيمايمثلني..
هذه كذبة كبيرة. غبية.الكاتب العام يوجد في اسبانيا
ولا علاقة له بالرباط والسفر ممنوع اثناء تفسي الوباء.