بقلم: عمر المخطار خنيبيلا
لا يختلف اثنان أن طول أمد قضية الصحراء الغربية، قد أثر سلبا على الانسان الصحراوي، مما يستوجب ضرورة تغيير نهج وطريقة التعامل مع الملف. إن المسؤولية في كل ماجرى ومآل الأمور، تتحمله كل الاطراف المتنازعة.
فالمغرب يمارس مهامه السيادية كقوة مديرة للإقليم ويتصرف وكأن الأمر محسوم ولا خلاف عليه، والبوليساريو تطالب بإستقلال الإقليم عن المغرب.
وسط ذالك كله ينقسم الشعب الصحراوي بين قسمين إثنين واحد بارض النزاع والآخر بأرض اللجوء والشتات.
في خضم كم الاحداث التي شهدتها هذه القضية منذ عقود بين حرب دامت 16 سنة دفع الصحراويون دمائهم وأرواحهم من أجلها، ولازالوا يدفعون فاتورة طول أمد النزاع الذي يتم تداوله بشكل مبتذل ومتجاوز داخل أروقة الامم المتحدة كملف ليس ذا أولوية، ملف ضحية المصالح والاجندات الدولية.
إن إستمرار توالي المبعوثين الشخصيين، وتوقيع مجلس الأمن لعديد القرارت الاممية، وتمديد عهدة المينورسو كل سنة يفاقم معاناة اللاجئين الصحراويين، ومشاكل الشعب الصحراوي في الشتات والتشرذم.
أمام عملية التسوية الفاشلة بين أطراف النزاع، والجمود السياسي الذي يأس الشعب بؤس نتائجه.
وفي ظل هذا كل اللغط الدائرأخذ الصحراويون زمام المبادرة لايصال الصوت الرافض للوضعية الحالية، فالتعنت في حسم مصيرالشعب الصحراوي أمر لايمكن السكوت عليه، ولايجاد طريق للخروج من المأزق لابد لنا من الرجوع للسنوات الضائعة والفرص التي لم يتم استغلالها بطريقة صحيحة لإنقاذ شعبنا من وضعية اللجوء الأبدي للغير.
ليتحول ذالك اللجوء الى عائق أمام الحل.
الامر الذي أدى الى تقويض الشرعية التمثيلية المتجاوزة للقيادة التي لا تستحيي في مواصلة بيع الوهم وتصدير افكار التحرير والاستقلال مواصلة بذالك تمرير نفس الخطاب دون ممارسة ميدانية ملموسة تجعل من شعبنا قوة لتحقيق أهداف على أرض الواقع، ولم تتقدم قيد أنملة في سبيل تحقيق ذلك.
فالمنتظم الدولي و ان لم يرفع يده عن قضيتنا بعد الا أنه قريب من فعل ذالك، والأصدقاء الدوليون لم يعودوا كما عهدناهم. والقبول الدولي العالمي للخطاب السياسي القديم اندثر ولم يعد ذا تأثير، بعد تأكل التيارات اليسارية والثورية في العالم.
صحراويون من أجل السلام قد تكون فرصة للشعب الصحراوي الذي يستهدف خطابها بشكل مباشر الفرد الصحراوي بأحلامه وآماله وتطلعاته التي يحمل في طياته ضرورة تحقيق العدالة والسلام.
اليوم للسلام عنوان آخر، غير ذالك الذي كان بالامس، أنه يحمل هموم وأحلام من يعنيهم حقا هذه الامر على ارض الساقية الحمراء وواد الذهب، نساء وشيوخا وكُهلا وشبابا وأطفالا الذين سئموا وملوا من إستمرار مسلسل يجهل الجميع عدد حلقاته رغم طول ما مضى منها.
أتفق معك أخي العزيز أن طول أمد قضية الصحراء الغربية ، ملف ضحية المصالح والاجندات الدولية ،كما قلت و أتفق معك أيضا أخي “إن المسؤولية في كل ماجرى ومآل الأمور، تتحمله كل الاطراف المتنازعة”!
لكني لا اوافقك الرأي حين تختزل طرفي النزاع في فالمغرب يمارس مهامه السيادية كقوة مديرة للإقليم ( و هذا واجب قانوني و سياسي و إنساني) ويتصرف كأن الأمر محسوم ولا خلاف عليه (رغم أن المغرب قدم عدة مبادرات سلمية لحل النزاع آخرها مقترح الحكم الذاتي الذي لقي ترحيباً كبيراً من طرف جل الفاعلين السياسيين الدوليين)، والبوليساريو(المقربة من الجزائر،الحليف الإستراتيجي) تطالب بإستقلال الإقليم عن المغرب (و إلحاقه بالجزائر الصديقة التي ساندت كفاح الشعب الصحراوي و و و….)
إن عدم الإشارة إلى الجزائر كأحد أطراف النزاع (و هو ما أصبح المجتمع الدولي يعيه و يؤكد ذلك من خلال دعوة الجزائر لحضور الموائد المستديرة التي تنظمها الأمم المتحدة حول القضية). وهذا هو سبب أن “المنتظم الدولي و ان لم يرفع يده عن قضيتنا بعد الا أنه قريب من فعل ذالك، والأصدقاء الدوليون لم يعودوا كما عهدناهم”
لقد أدرك العالم”اللعبة” و إنكشف الستار و إتضحت الرؤيا.
إن الإنسان الصحراوي يعيش في صحرائه حرا معززا مكرما ،حيث أن الأقاليم الجنوبية تعرف نمواً و إزدهارا بشهادة الجميع في حين يعاني المحتجزون في مخيمات تندوف من الفقر و الحرمان و الجوع لإظهار حالتهم المأساوية للعالم و الإتجار بها سياسياً كإتجارهم بالمساعدات الإنسانية و تحميل مسؤولية تلك الأوضاع للمغرب”المحتل” حسب زعمهم ، في حين أن المسؤولية تعود إلى ميليشيات البوليساريو المسلحة التي تحتجزهم رغماً عن انفهم و إلى الدولة الجزائرية التي تساند تلك المليشيات و تسليحها و تغض الطرف عن الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تقع فوق ترابها و لا تسمح المنظمات الحقوقية الدولية بزيارتها