عـمر المخطار خنيبيلا يكتب
بالكركارات صوت غاضب، ورسالة مفاذها أن الهدوء الذي تعيشه المنطقة ما هو إلا هدوء مؤقت.وان الحرب تشهد فقط وقف إطلاق النار فهي لم تنتهي بعد. غضب يعبر اصحابه عن رفضهم لوضعية العيش بأرض الغير. و أن خطوة غلق ثغرة الكركارات قد أعلنت عن نهاية اللجوء دون الفصل في شكل المرحلة القادمة.
صوت آخر خرج من رحم المعاناة هو الآخر لكنه أسس لشكل آخر راقي شعاره السلام. و يقطع مع الماضي ويقدم خطابا سياسيا متجددا. يرفض اللعب على الملف ويقدم ونفسه طرفا ثالثاً يعبر عن انشغالات الساكنة. ويقطع مع تمثيلية فاشلة. فجل أعضاء الحركة هم قياديون وأسماء سياسية بارزة سابقة بالبوريساريو.
شكلت تصوراتهم للمرحلة مفترق طرق في الإقبال والقبول مع غيرها التي تفتخر من خلال مؤتمرها التأسيسي كونها حققت انجازا بحضور 40 مؤتمرا. ولعل تلك الأربعين لا تعد كونها حضورا للقاء تأطيري بالنسبة لحركة “صحراويون من أجل السلام” فمابالك بمؤتمراتها…!! فارضية النقاش تختلف لذللك اختلف عدد الحضور.
فجمع شمل الصحراويين غاية سامية لا يتقنها أولئك الذين يعيشون انقساما داخليا مترنحين بين نضال حقوقي وآخر سياسي، ليفرز لنا اليوم ذالك الانقسام نخبة قديمة جديدة تقف أمام الصحراويين وازدهارهم وحل مشاكلهم. ومحاولة جعلهم حبيسي فكر مناهض قد يعيد الصحراء الغربية إلى حدود سنوات 2005-2006-2007
حيث كان اللعب عواطف الشباب والنساء والكُهل والصبيان سيد الموقف والزج بهم في أتون المقاربة القمعية المغربية، فتعالت حينها أشكال المناهضة بالشارع. لكنه سرعان ما تم الركوب على صدق نوايا من خرج للشارع وقدم الكثير. فتم حينها لعب دور تغطية الفعل النضالي عن طريق توثيقه وبيعه بالمزاد العلني لقيادة صحراوية هي الأخرى تبيع بمزاد علني آخر. ليصبح بذالك الضحية الأول هو ذالك الذي آمن بأن مناهضة الإحتلال حقيقة فعلية. فصدق بفعله ودخل السجون وتعالت أصواته بذالك الفعل المناهض داخل أروقة المحاكم فشكلت مرافاعاته سبقا صحفياً وصورا تعود بالنفع على من التقطها.
يعود لنا اليوم نفس أولئك المتاجرين بالأمس والذين لم يجرؤوا يوما على النزول للشارع. هم أنفسهم من يحاولون اليوم الإعلان عن حقبة أخرى مناهضة سياسية. ليتم بعد ذالك الباسها عباءة حقوقية كونهم مدافعين عن حقوق الإنسان،
وما ملحمة إكديم ايزيك إلى تعبير حرٌ وسبقٌ إصرار بنوايا هذا الشعب البريء والعظيم التي شكلت بطولاته أسمى صور العزيمة والإباء، ليتم التضحية بنفر من خيرة شباب الصحراء الغربية داخل السجون المغربية.
إن طول أمد النزاع افسح المجال ليتعالى فيها نعيقُ من يسمون الاعيان والمنتخبين متاجرين بمعاناة الشعب الصحراوي لعقود من الصراع راكمو فيها ثروات على حساب هذا الشعب الأبي.
بالنسبة لي وكفرد من هذا الوطن أرى خطوة المتظاهرين -وإن إختلفت معهم في مدى جدوائية إدعاء تمثيلة جبهة البوليساريو كرائد للكفاح، التي فشلت فشلا ذريعا في تدبير النزاع عبر ممارسة الشرعية الثورية انتفت في 91 وماسبق ذلك من تضيع الفرصه التاريخية -خطوة من حقهم خوض غمارها وإن كانت البوليساريو هي المسؤولة عن مناهضة المغرب وليس إرسال الشعب الصحراوي إلى مهالك وتخوم نقاط التماس.