بيان صحفي رقم: 11/2022
نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية الأحد 12 يونيو2022، مقالا تستنسخ فيه مقتطفات من التقرير المزعوم لجهاز المخابرات الإسبانية، ظهر على بوابة “البوبليكو” حيث تم توجيه إفتراءات يصعب تصديقها، ضد حركة صحراويون من أجل السلام الحديثة النشأة.
وكالة الأنباء الجزائرية والمعروفة بحذرها “الشديد” و “البطئ المحسوب” بسبب كونها متحدثا رسميا بإسم الحكومة، لكنها هذه المرة، وللأسف، قد تسرعت وذلك بصنعها لحدث وهمي من خلال “تخمينات” بسيطة منسوبة إلى جهاز لمخابرات غربي لاطالما شيطنته السلطات الجزائرية.
من الواضح أن هذا الانزلاق من قبل وكالة الأنباء الجزائرية يعكس حالة الذعر والقلق لدى قيادة البوليساريو، وربما السلطات الجزائرية، أمام صعود حركة صحراويون من أجل السلام، وهي قوة سياسية صحراوية ناشئة، بفضل خطابها المعتدل والواقعي، نجحت في وقت قياسي في الانتشار بين الرأي العام الصحراوي والدولي، مما جعلها محاوراً محتملاً لمحادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة.
مما يجعل الجزائر محقة في قلقها، كونها راهنت لمدة خمسة عقود على “حصان خاسر” راهنة مصالحها على منظمة شمولية في حالة انهيار وفي اندثار متزايد.
إنها المرة الأولى التي تشير فيها الوكالة الجزائرية الرسمية إلى حركة صحراويون من أجل السلام، لتقحم نفسها في نقاش صحراوي داخلي، من خلال إتخاذها لموقف غير محايد، إلا أنها قد أغفلت ذكر الرسالة التي وجهتها قيادة صحراويون من أجل السلام إلى وزير خارجية الجزائر في 13 ماي 2020، بعد أقل من شهر على إعلان تأسيسها.
قام قادة الحركة الجديدة بواجبهم ومجاملة إبلاغ الحكومة التي تقول أنها ملتزمة بتقرير مصير الشعب الصحراوي، حيث قدمت الحركة شرحا مفصلا لأسباب قرار المئات من الأطر المدنية والعسكرية التي كانت نشطة حتى ذلك الحين في البوليساريو، ودواعي إنشائهم لقوة سياسية جديدة بعد استنفاد جميع السبل للقيام بالتغييرات الضرورية من الداخل.
في الرسالة، تم تسليط الضوء على أهداف الحركة، وعلى عزمها زرع ثقافة التعددية الحزبية، والحريات الديمقراطية في المجتمع الصحراوي، فضلا عن المساهمة في الحل السلمي لمشكل الصحراء الغربية.
بهذه المبادرة، أرادت حركة صحراويون من أجل السلام أن تستحضر التجربة الديمقراطية الجزائرية ونجاحها في التخلص من نظام الحزب الواحد، معبرة عن أملها أن تكون بمثابة نموذج لقيادة الحركة القديمة التي تتخذ من تندوف مقراً لها، وتصحيح نموذجها الشمولي، وتعلم التعايش مع الرؤى والتيارات السياسية المختلفة.
وذلك لأن مصير الشعب الصحراوي بعد مغامرة خمسين عامًا لا يمكن أن يظل خاضعًا لمصير تنظيم سياسي يراكم مساره أخطاءا أكثر من النجاحات، ونوره أقل من ظلامه.
يجب على الدولة الجزائرية أن تدرك من أجل مصلحتها ومصلحة الصحراويين، أن البوليساريو لم تعد الممثل “الوحيد والشرعي” للشعب الصحراوي، وربما لم يكن ذلك أبدًا، لأن هذا التميز هو وهم حتى في الديمقراطيات الأكثر كمالا، وعلاوة على ذلك، فإن تجاوزاتها الغير مبررة في تندوف جعلتها تفقد المصداقية والثقة بين الصحراويين، لذلك فقد حان الوقت لإقناع قيادة البوليساريو بتنظيف ماضٍ مليء بالجرائم، والالتزام بقيم الحرية والتسامح والديمقراطية إذا كانت تريد أن تكون جزءًا وليس عقبة في طريق الحل السلمي الذي يطالب به المجتمع الدولي.
على عكس “الأخبار الكاذبة” التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الإسبانية والصحفيون الموالون لطرح البوليساريو، فإن حركة صحراويون من أجل السلام تنفي وبشدة أن تكون “واجهة” لأي وكالة استخباراتية أو لأي حكومة مهما كانت.
واقتناعا منها بأهمية الجزائر وتأثيرها ونفوذها على المستوى الإقليمي، تكرر حركة صحراويون من أجل السلام مرة أخرى رغبتها في فتح سبل للحوار مع سلطات ذلك البلد الشقيق، لشرح مشروعها السياسي دون الحاجة لأي وسطاء، والذي يتمثل في البحث عن حل وسط ومشرف للقضية الصحراوية، والانتهاء منها كونها محور خلاف بين الجزائر والمغرب.
نحدد أيضا نقاط الالتقاء انطلاقاً من وضع الجزائر الحقيقي، الذي لا يقبل الجدل كطرف مهتم ومسؤول مشترك إلى جانب المغرب وموريتانيا والقوة الاستعمارية السابقة إسبانيا، من أجل الحل السلمي لمشكل الصحراء الغربية،واستعادة السلام والاستقرار و الازدهار بمغربنا العربي.
لجنة الإعلام والاتصال
مدريد 15 يونيو 2022