الحاج أحمد بريكلا من بوينس آيرس (الارجنتين):”..البوليساريو تجبر الصحراويين على مقاومة عمياء لا طائل من ورائها..”
قام وفد من حركة “صحراويون من أجل السلام” مكون من السكرتير الأول للحركة، السيد “الحاج أحمد بريكلا” ومسؤول العلاقات الخارجية، السيد “محمد شريف”، بزيارة إلى الأرجنتين إمتدت من 13 إلى 18 من مايو الجاري بدعوة من “اللجنة الدولية للحوار والسلام”.
وقد شارك الوفد خلال إقامته في بوينس آيرس في عدة ندوات، وعقد لقاءات مع العديد من الشخصيات السياسية والأكاديمية ووسائل الإعلام الأرجنتينية.
ولدى وصوله في 14 من ماي الجاري، شارك الوفد في مأدبة عشاء نظمتها اللجنة بحضور رئيستها د. غراسييلا كوسنتينو ومنسقها البروفيسور أدالبيرتو أغوزينو والعديد من الشخصيات، من بينهم الدكتور خوليو سبوتا، رئيس جامعة الدفاع الوطني الأرجنتينية، والأمين العام للشؤون الدولية في وزارة الدفاع، والسفير خوان كارلوس أوليما، وعدد من كبار الضباط وأساتذة جامعيون.
كما شارك الوفد يوم الأربعاء 15 ماي في مؤتمر بعنوان “تعزيز مشاريع السلام في مناطق النزاع” المنعقد في نادي ضباط الدرك الوطني في الأرجنتين، وشارك في المؤتمر كل من رئيسة “اللجنة الدولية للحوار والسلام”، د. غراسييلا كوسنتينو ومنسقها أدالبيرتو أغوزينو، اللذان شرحا للحاضرين الظروف التي ظهرت فيها “اللجنة الدولية للحوار والسلام”، مشيرين إلى أنها “منظمة غير حكومية جاءت كنتيجة للمؤتمر الدولي للحوار والسلام الذي نظمته حركة “صحراويون من أجل السلام” في العاصمة السنغالية داكار اواخر أكتوبر 2023، مشيرين إلى أن اللجنة تتألف من مثقفين وسياسيين وبرلمانيين من إسبانيا والأرجنتين وشيلي والباراغواي والبيرو، وتهدف إلى “دعم المسار الذي فتحته حركة صحراويون من أجل السلام للمساهمة في الوصول لحل سلمي لنزاع الصحراء الغربية المستمر لأكثر من خمسين عاما مضت”.
وأشار السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام في كلمته إلى أن الحركة تشكلت في سنة 2020 ردا على الموقف المعادي للديمقراطية الذي تنتهجه البوليساريو، التي تدعي تمثيل كل الصحراويين وتغلق الابواب أمام كل إمكانية للنقاش الداخلي والتيارات والخيارات السياسية الأخرى المخالفة لنظامها الشمولي.
مضيفا أن “الحركة ولدت لتكون خيارا ثالثا وبديلا جديدا وواقعيا قادر على إنقاذ الصحراويين وفتح أفق جديد للسلام والرفاهية في احضان أرضهم”.
كما انتقد السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام بشدة تعنت قادة البوليساريو وإصرارهم على الاستمرار في حرب مستحيلة وإجبار الصحراويين على مقاومة عمياء وغير مجدية بدل تدارك الموقف والبحث عن مخرج مشرف لهم.
وأكد في الختام، أن الحركة تتقبل المقترح المغربي للحكم الذاتي المطروح سنة 2007 كنقطة انطلاق لحل توافقي دون وجود رابح أو خاسر، مذكرا بخارطة الطريق التي أعلن عنها في داكار والتي تقترح -كما أكد- و بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، تشكيل كيان صحراوي بسلطاته الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، في إطار وضع خاص متفق عليه مع المملكة المغربية مع كل الضمانات الضرورية.
من جانبها، قالت رئيسة “اللجنة الدولية للحوار والسلام”، الدكتورة غراسييلا كونسنتيدو، إن مقاربة حركة صحراويون من أجل السلام تقوم حصرياً على تزكية الحوار، الذي يجعل منها أكثر بكثير من مجرد تبادل للأفكار، بل أداة لتعزيز السلام وبناء واقع جديد، مضيفة “..أن هذه المقاربة تعتبر وسيلة لحشد جهود المجتمع الدولي لتعزيز السلام والثقة بين الأمم والشعوب على أساس الحوار الشامل والمفاوضات والتعاون من أجل تحقيق السلام والوئام المستدام في عالم يتسم بالعنف الذي يتسبب في معاناة الملايين من الناس..”.
وخلصت الدكتورة غراسييلا كونسنتيدو إلى أن حركة صحراويون من أجل السلام تهدف إلى المساهمة في حل النزاع الذي ظل معلقا لأكثر من خمسين عاما، مما أثر على حياة الآلاف من الأشخاص الذين أجبروا على العيش في ظروف قاسية في المخيمات في جنوب الجزائر.
وفي هذا السياق، أشار البروفيسور أغوزينو إلى أن “ولادة حركة صحراويون من أجل السلام كحركة معارضة للبوليساريو تمثل جزء من السكان الصحراويين الذين لا يتماهون مع المشروع السياسي للبوليساريو، والملتزمين بالحوار والتفاوض للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، قد حظيت بإشادة من قبل سياسيين ذوي مكانة دولية مرموقة و معترف بها”، مضيفا أن “الحركة تدعو إلى حوار شامل يضم جميع مكونات المجتمع الصحراوي، من ممثلين عن السلطة التقليدية وأعيان القبائل والمجتمع المدني”.
كما أكد البروفيسور أغزينو أن “وجود الوفد الصحراوي بيننا يندرج في إطار مساعي حركة صحراويون من أجل السلام لتكريس نفسها كخيار ثالث في طريق البحث عن حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية ووضع حد للمأساة التي يعاني منها الصحراويون منذ أزيد من نصف قرن”.
لجنة الإعلام والاتصال
مدريد، 18 مايو 2024