في لقاء حواري له مع جريدة “أتالايير” الإسبانية، إعتبر الحاج أحمد باريكلى السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام أن سنة 2025 قد تكون حاسمة في ملف الصحراء الغربية، ما قد يشكل مفترق طرق حيث يسود المنطق والحس السليم على نحو متزايد، على الأقل بالنسبة للصحراويين.
وأبدى السكرتير الأول أسفه لفقدان العديد من الشباب الصحراوي والعديد من الأشخاص الآخرين حياتهم نتيجة لتدخل طائرة مغربية بدون طيار بعد مضايقتها بقذائف بمنطقة المحبس، شمال شرق الصحراء الغربية.
مشيرا إلى أن الوضعية تستمر كل يوم تقريبًا منذ عام 2020، عندما قررت جبهة البوليساريو، بشكل غير مسؤول، التخلي عن وقف إطلاق النار الذي أعلنته الأمم المتحدة في عام 1991.
وعن مقترح الحل الذي قدمته حركة صحراويون من أجل السلام قال الحاج أحمد للجريدة الإسبانية الى أن المنطق يدعو الى فتح باب آخر، وإتاحة الفرصة لمقترح الحركة فيما يتعلق بحل الصراع، وهو الإلتزام المُعلن عنه في ندوة داكار في أكتوبر 2023، مشيراً إلى أن المقترح يدعو إلى حل دون خاسرين أو منتصرين، وبالتالي التوصل إلى إتفاق سياسي مع المملكة المغربية، لن يكون فقط قابلا للتطبيق، ولكنه الوحيد في هذه المرحلة الذي يمكن له أن ينقل الصحراويين إلى فترة الهدوء والرخاء والسلام والاستقرار للمنطقة بأكملها.
ورحب السكرتير الأول بإعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2756، الذي يقضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة سنة، وتشجيع المبعوث الخاص على مواصلة جهوده، داعيا الصحراويين الى التفكير الهادئ والمسؤول والسعي لإيجاد مخرج من هذه الأزمة.
مبديا تفائله لتتابع الأحداث التي تتجه بشكل إيجابي بالنسبة للحركة الملتزمة بالحل السلمي، وهو ما تعبر عنه مواقف الدول الكبرى، التي تتزامن مع عودة ترامب إلى سدة الحكم بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو المعروف بموقفه من ملف الصحراء الغربية.
وأكد السكرتير الأول أن عالم الواقع هو الذي يسود في النهاية، مشيراً إلى أن العمل كان في عالم الخيال، وأن المنظمات الدولية هي العصا السحرية لحل المشاكل والصراعات، مبرزا الى أنه في نهاية الأمر يجب إبراز الواقع دون تضييع الجهد والطاقة في مشاريع مستحيلة، وهي نتائج يقول -الحاج أحمد- دفعتنا إلى إختيار الصيغة التوافقية، معتبرين أن إقتراح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 يمكن أن يكون نقطة انطلاق في البحث عن التسوية.
مضيفا الى أن عودة طاولة المفاوضات للمرة الثالثة مشروطا بوجود الطرف الثالث، وهي حركة صحراويون من أجل السلام، وذلك لمواقفها الواقعية ولمنطقها السليم، وهو العنصر المفقود في تقدم هذه العملية السياسية.
وأشار السكرتير الأول إلى المتغيرات التي طرأت بعد مرور خمسين سنة، وهو ما يفرض على الصحراويين الاندماج والقبول بأن تمثلهم قوى سياسية أخرى ويتوقفون عن الإيمان بـ”الممثل الشرعي والوحيد” الذي يجسده الحزب الواحد.
مؤكدا على أهمية مواصلة المغرب التعبير عن إصراره على الحاجة لحل سياسي عادل ودائم يتناسب مع القانون الدولي، رغم الدعم الكبير له من القوى الدولية الكبرى، مشيراً إلى أن حركة صحراويون من أجل السلام تسعى للعمل في هذا الاتجاه، معبرا عن أمله في أن يؤخذ إقتراح الحركة في المرحلة المقبلة بجدية كبيرة بإعتباره الطريق الثالث، وأن تحصل الحركة على المساحة التي تستحقها في العملية السياسية، وفي الصيغة الجديدة التي يجب تنفيذها لكسر الجمود.
لجنة الإعلام والاتصال
مدريد