النص الكامل للحوار الذي أجراه السكرتير الأول لحركة “صحراويون من أجل السلام”، مع جريدة اطلايار
ترجمة لجنة الاعلام والاتصال
جريدة أطالايار تجري مقابلة مع الحاج أحمد باريكالا، زعيم حركة صحراويون من أجل السلام، التي تسعى إلى حل سلمي وقابل للتطبيق للنزاع في الصحراء الغربية.
بيدرو كاناليس
ظهرت حركة صحراويون من أجل السلام مؤخرا للعمل من أجل البحث عن حل عملي سلمي وتفاوضي للمشكلة المتأصلة في الصحراء الغربية، مبتعدة عن مسلمات جبهة البوليساريو. أطالايار تحاور سكرتيرها الأول الحاج أحمد باريكالا للحديث عن حركته والقضايا التي تهم الصحراويين.
احتفلت حركة صحراويون من أجل السلام للتو بمؤتمرها التأسيسي. كيف تقيم إنجازها؟
لقد تغلبنا على تحد كبير، بتنظيمنا لمؤتمرنا وسط الجائحة. إن الشيء الرائع في العملية برمتها هو رؤية كيف أن المئات من الأشخاص دون معرفة بعضهم البعض، ودون التواجد في نفس الحيز الجغرافي، أو الانتماء إلى نفس المكون القبلي، قد احتشدوا بحماس منقطع النظير لصالح فكرة سياسية. كانت المشاركة مكثفة. وقد أعطى حضور الرئيس ثاباتيرو وخطابه بعداً دولياً للحدث، حيث اتخذنا في الثالث من أكتوبر خطوة كبيرة نحو الحل السلمي وفي الوقت ذاته نحو التعددية السياسية، بعد نصف قرن من الشمولية والطائفية السياسية والأيديولوجية.
وبشكل عام، شكل تنظيم المؤتمر نجاحا باهرا.
لم ترد قط في البيان الختامي للمؤتمر، عبارة “حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”، التي شكلت الشعار الرئيسي لجبهة البوليساريو خلال 45 عاما. لماذا ا؟ هل تعتقدون أنه غير قابل للتطبيق اليوم؟
لقد تم ذكر تقرير المصير ومجموع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الصحراوي في البيان التأسيسي. علاوة على ذلك، يجب أن يكون الحل الذي نقترحه ضمن إطار تقرير المصير ووفقا للمعايير الدولية من أجل تحديد الوضع النهائي للإقليم.
في نفس البيان السياسي، قيل أن حركة صحراويون من أجل السلام وجهت نداءا إلى “قادة جبهة البوليساريو، إلى جانب ممثلي جميع الحركات والتيارات والمنظمات السياسية الصحراوية لإقامة حوار لتنسيق استراتيجية مشتركة تسمح بالتوصل إلى حل سلمي وواقعي للنزاع “. إلى جانب البوليساريو، هل هناك محاورون صحراويون آخرون يجب الإشارة إليهم؟ هل يشمل ذلك المنتخبين في الانتخابات العامة والجهوية والبلدية التي أجرتها الحكومة المغربية في الإقليم؟
شكل ظهور حركة صحراويون من أجل السلام دافعا قويا لبروز العديد من التيارات والهيئات السياسية، لدرجة أن بعض النشطاء والمنظمات التي عملت حتى الآن كمنظمات لحقوق الإنسان أصبحوا فاعلين سياسيين.
لم تعد جبهة البوليساريو وحدها في المشهد بالطبع، ويجب أن يشارك الممثلون الصحراويون المنتخبين تحت الإدارة المغربية، لأن لديهم نفس الحق الذي يحوزه ممثلي البوليساريو والكيانات الأخرى. فأهم شيء في المسألة التوافق والإتفاق على صيغة بأسرع ما يمكن، وقد قمنا ببسط المحددات الكبرى لمقترح التسوية. ويتعلق الأمر بكيان صحراوي خاص، باختصاصات متفاوض بشأنها سواء منها الحصرية أو المشتركة، للوصول إلى نقطة التقاء بين حقوق ومصالح الأطراف.
طلبت حركة صحراويون من أجل السلام من الحكومة المغربية الإفراج عن المعتقلين الصحراويين، وتحديدا معتقلي أكديم إزيك. هل هو شرط مسبق لحوار محتمل؟
طلبنا يعد إشارة لا غنى عنها لبناء الثقة اللازمة، وينبغي علينا أن ندفن ذكريات الماضي السيئة، ونخرج من الحلقة المفرغة ويحذونا الأمل في مستقبل أفضل، ونرحب بأي بادرة تملأها النوايا الحسنة. كما نرحب بأي التزام بتعزيز إغلاق معبر الكركرات الحدودي.
طالبت حركة صحراويون من أجل السلام كذلك من قيادة البوليساريو، جبر الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بضحايا انتهاكاتها الجسيمة. هل ما يزال هناك معتقلو رأي في سجون البوليساريو بتندوف؟
لم تقم جبهة البوليساريو حتى الان بجبر ضرر ضحايا قمعها، ولم تتحمل أية مسؤولية سياسية، عكس ما عليه الحال بالمغرب، وهو أمر لا زال معلقا منذ سنوات السبعينات والثمانينات. وتعتبر حالة اختفاء الخليل أحمد القضية الأبرز في استمرار الانتهاكات الجسيمة، ويقع على عاتق قيادة البوليساريو تحديد مكان وجوده.
كيف تعتزمون حل المشكلة التي أثارها وفد الداخلة الذي لا يشعر بأنه ممثل في قيادة حركة صحراويون من أجل السلام المنتخبة من قبل المؤتمر، بحسب الموقع الإلكتروني المغربي “يا بلادي”؟
نرى أن النقد والنقاش المفتوح صحيان للغاية في أي هيئة سياسية، والذين أتوا من البوليساريو منا يقدرونه أكثر من غيرهم، وأقول بالإضافة إلى ذلك، إنه أمر إيجابي للغاية أن يكون الاحتجاج والسخط راجعان إلى المحاصصة المناطقية وليس القبلية. وفي هذه الحالة، وقع وفد الداخلة في خطأ في الحساب فقط، حيث أنهم نسوا إدراجنا بحكم انتمائنا الى تلك المدينة في حصتهم، لكننا ابتعدنا منذ عقود لأسباب قاهرة. ما يهم هو الموجة الكبيرة للإنخراطات في الحركة والأمل الذي خلفه تأسيس حركة صحراويون من أجل السلام.
ما هو النموذج الذي اتبعتموه في تنظيم الحركة؟ هل هو حزب مركزي؟ فيدرالي؟ تجمع جمعيات إقليمية ومحلية؟ اتحاد قبائل وإثنيات؟
تم اختيار نموذج مركزي لهذه المرحلة الأولية، في ظل غياب تجربة في علاقة بالتعددية السياسية. إن انشغالنا الأساسي هو عدم الوقوع في أخطاء البوليساريو وعدم السماح للقبلية والزعماتية بالهيمنة على النظام.
عندما تتحدث حركة صحراويون من أجل السلام عن “الأطراف المهتمة و / أو المشاركة في عملية السلام في الصحراء الغربية”، من تقصد؟
نقصد بذلك جميع الأطراف الذين يمتلكون سلطة تعلو إرادة الصحراويين، وهي بطبيعة الحال المغرب والجزائر، وقوى مؤثرة أيضا كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والأمم المتحدة. لقد ان الأوان لنعتني بأنفسنا ونوفر لشعبنا مرحلة تطبعها السكينة والازدهار، لأننا حتى الآن كنا ضحية لعبة وتضارب مصالح القوى الإقليمية أو الدولية.
عندما تطلبون “إعادة إحياء مفاوضات السلام”، هل تقصدون الثنائية، مغربية صحراوية، أم متعددة الأطراف، كالمحاورين الأربعة مؤخرا في جنيف، أم تمتد إلى إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة؟
قد يكون من المفيد تجربة المسار الثنائي للمفاوضات، بعد فشل الكثير من الجهود والوساطات الدولية على مدى ثلاثة عقود. لأنه في بعض الأحيان، يساهم وجود مراقبين وشهود وكتاب الاستينوغرافيا، في منع الأطراف من ترك مواقعهم الدفاعية لتقديم تنازلات، ففي اجتماع مراكش عام 1989 (استقبل الحسن الثاني في قصره بمراكش وفدا من جبهة البوليساريو بقيادة البشير مصطفى السيد وإبراهيم غالي والمحفوظ على بيبا) تحدثت الأطراف بصراحة شديدة، وكانوا على وشك التوصل إلى تفاهم.
هل تظن حركة صحراويون من أجل السلام أن للاتحاد الإفريقي دورا يلعبه؟
لا أعتقد ذلك. همها الرئيسي هو تجنب أي نقاش يمكن أن يثير أزمات مثل تلك التي عانت منها سابقتها، منظمة الوحدة الأفريقية، في ثمانينيات القرن الماضي. سيلعب دور الشاهد الأخرس.
ما رأي حركة صحراويون من أجل السلام في الأزمة التي نشأت عند معبر الكركرات الحدودي؟
إنها زوبعة في فنجان، ولا أعتقد أن أحداث 2017 ستتكرر مرة أخرى. وعلى أي حال، نعتقد أن الإغلاق أو الفتح لا يكتسيان أهمية تذكر في هذا الصدد، وبالكاد يجذب انتباه عنصرين من القبعات الزرق الذين أعياهما الملل.
هل تمتلك حركة صحراويون من أجل السلام خطة عمل وتواصل مع المجتمع المدني في إسبانيا بشكل رئيسي؟
بكل تأكيد لدينا خطة في هذا الشأن، لأن اسبانيا تكتسي مهمة قصوى بالنسبة للقضية الصحراوية. في الواقع نريد من المجتمع المدني أن يفهم حركة صحراويون من أجل السلام ويدعمها، فنحن الذين قاومنا نصف قرن ودفنا إخواننا دفنوا إخواننا وأباءنا في صحراء لحمادة، نمتلك الحق في البحث عن مخرج مشرف لشعبنا.
علينا أن نضع أنفسنا مكان الأشخاص والعائلات الذين يعيشون في ظروف بالغة السوء في خيام من القماش، لمدة خمسة عقود في واحدة من أقسى الصحاري في العالم. كنت واثقا من أن النهج الذي اقترحناه، وظهور صوت آخر مخالف للبوليساريو سيكون مصدر ارتياح لكل ديمقراطي إسباني عارف بالمشكلة. لا أفهم لماذا أزعج التزامنا بالديمقراطية الداخلية وظهور حركتنا بعض الأشخاص في الحركة التضامنية الاسبانية، خصوصا المجموعة المعروفة ب “التنسيقية الوطنية لجمعيات التضامن مع الصحراء”.
يبدو لي من غير المقبول، تدخلها الفج في النقاش الصحراوي الداخلي. بل إنه من الوقاحة أن نصنف حركة صحراويون من أجل السلام ك “شبح ” أو أن ننتقد الرئيس الاشتراكي السابق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو لدعمه لحركتنا”.
على أية حال، لا داعي القلق، فالأمر يتعلق الأمر بمزيج غريب من العسكريين السابقين الذين يقودهم الحنين إلى ماض عرفوا من خلاله الصحراء بانخراطهم في الجيش، وناشطين في الحركة الشيوعية الإسبانية المنقرضة واليسار القومي القريب من هيري باتاسونا.
إنهم الوحيدون في إسبانيا الذين ما زالوا يتعاطفون مع البوليساريو وتنظيمها الشمولي، وقد التزموا الصمت دائما بخصوص إفلاس البوليساريو الديمقراطي وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان”. هؤلاء لا يفعلون شيئا غير الانتقال الى المخيمات لحضور اجتماعات البوليساريو وترديد شعاراتها. ينتقلون ويسافرون بفضل الإعانات المقدمة من المؤسسات العمومية الإسبانية لحضور الاجتماعات والمواعيد بما في ذلك رحلة نهاية السنة المدفوعة التكاليف لالتقاط صورة تذكارية مع الصحراويين بمحميات تندوف والاستمتاع بحفلة جامحة في كثبان الصحراء.
وبالتالي ايها السادة في التنسيقية، كفاكم اعطاء الدروس!
لجنة الاعلام والاتصال
09 اكتوبر 2020