بعد مضي يومين على افتتاحه، اختتمت عشية اليوم السبت 3 من أكتوبر أشغال المؤتمر العام التأسيسي لحركة “صحراويون من أجل السلام”، حيث شهدت مناقشات مطولة توجت بالمصادقة على الوثائق الرئيسية، كالقانون الأساسي، برنامج عمل الحركة وبيانها السياسي، إلى جانب انتخاب القيادة السياسية الجديدة وهياكل الحركة التنظيمية.
وشارك في المؤتمر التأسيسي المنظم عبر الانترنت 150 مندوبا يمثلون المئات من أعضاء الحركة المشاركين في المؤتمرات الفرعية والندوات التحضيرية لمؤتمرها العام، التي نظمت خلال الأسابيع الماضية : مؤتمر فرع الحركة بواد الذهب المنعقد بمدينة الداخلة، مؤتمر فرعي الحركة بالساقية الحمراء ووادنون المنعقد بمدينة العيون، ومؤتمر فرع الحركة بأوروبا والمنعقد بمدينة تولوز، بالاضافة الى المندوبين الذين يمثلون مخيمات اللاجئين الصحراويين والجاليات
وتطرقت جلسات الأشغال الى مراحل الإعداد لمؤتمر الحركة العام، حيث أشارت التقارير والمداخلات المقدمة الى اللقاءات التحسيسية والتأطيرية العديدة التي نظمتها فروع ولجان “صحراويون من أجل السلام” التأسيسية، والتي حضرها منتسبوا الحركة والمتعاطفين معها، ليتناولوا التوصيات التي أصدرتها المؤتمرات الفرعية، كما عرجوا على مختلف الخطوات التي دشنتها هيئات الحركة التحضيرية في الفترة ما بين الإعلان عن بيانها التأسيسي في 22 من أبريل الماضي، وتاريخ انعقاد مؤتمرها الأول في 3 من الشهر الجاري، لينوهوا بحجم الانجازات التي حققتها في المرحلة التأسيسية.
كما تناول المشاركون مرحلة التهييء لمؤتمر الحركة الأول وظروف المرحلة السياسية الاقليمية والدولية التي جاءت فيها “صحراويون من أجل السلام”، إلى جانب الصعوبات الناجمة عن جائحة كورونا، حيث أشادوا بأداء هياكل الحركة التحضيرية، خاصة النجاح الباهر لمؤتمراتها الفرعية، و مستوى التنظيم والحشد الذي حققته، بالاضافة الى انتشارها ووصولها الى كافة تواجدات الصحراويون، والتعاطي والزخم السياسي والاعلامي الكبيرين الذين واكباها، وهو ما ترجمه، بحسب المؤتمرين، الاقبال الكبير للصحراويين على الحركة من مختلف الفئات والشرائح المجتمعية، والأعداد الكبيرة لطلبات الانخراط المتزايدة، والتي تتوصل بها جميع فروع الحركة وتنسيقياتها.
وأعربت “صحراويون من أجل السلام” من خلال مخرجات مؤتمرها الأول عن استعدادها للمشاركة والمساهمة الفعالة في المجهودات للبحث عن حل توافقي وقابل للتطبيق، ينهي الصراع الذي قارب النصف قرن من الزمن، والذي لا يزال الشعب الصحراوي يدفع ثمن تبعاته الكارثية، كما أكدت الحركة على إرادتها في الدفاع عن حقوق الصحراويين السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، لتجدد تبنيها لقيم الديمقراطية والتعددية السياسية، ومبادئ حقوق الانسان، وفي مقدمتها العدالة، المساواة والتوزيع العادل للثروة، بما يؤسس لبناء مجتمع حضاري وديمقراطي، بعيدا عن تأثيرات التخلف من تمييز وإقصاء.
ووجه المؤتمرون نداء الى جميع الصحراويين في كافة مناطق تواجداتهم للانضمام الى مشروع الحركة السياسي، لأجل الدفع بالعملية السياسية، وإنجاح جهودها الرامية الى التوصل لحل سلمي ونهائي للنزاع يضمن حقوق الشعب الصحراوي وينهي مأساته.
وفي هذا الصدد طالب المشاركون في المؤتمر قيادة البوليساريو بالقيام بإجراءات واضحة وملموسة لجبر الضرر المادي والمعنوي الذي لحق ضحايا قمعها، كما دعوا السلطات المغربية إلى إطلاق سراح المعتقلين الصحراويين وعلى رأسهم مجموعة كديم إيزيك.
كما دعى المؤتمرون قيادة البوليساريو وجميع الحركات والتيارات والهيئات السياسية الصحراوية الأخرى، لتدشين حوار سياسي قصد التوصل لاستراتيجية تشاركية من أجل البحث عن حل سلمي ونهائي وقابل للتطبيق، يضمن للصحراويين غدا أفضل.
وفي ختام أشغال المؤتمر، تمت تزكية الحاج أحمد باريكلا كسكرتير أول، وانتخاب 53 عضوا في اللجنة المركزية للحركة، والمصادقة على مقترح تعيين اللجنة السياسية المتكونة من 11 عضوا، والمكلفة بتسيير هياكل الحركة الى حين انعقاد مؤتمرها القادم.
وكلَّف المندوبون المشاركون في مؤتمر “صحراويون من أجل السلام” الأول، القيادة الجديدة بتكثيف الجهود لأجل تحقيق انتشار أوسع للحركة، وتقوية تواجدها في الخارج، كما قرروا بعث رسائل الى كل الدول والجهات المعنية والمهتمة بمشكل الصحراء الغربية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، مطالبين بتفعيل العملية السياسية ودعم توجهات الحركة ومقاربتها العقلانية والمعتدلة لحل هذا المشكل الذي عمّر طويلا.
لجنة الإعلام والاتصال
3 اكتوبر 2020