الحاج أحمد باريكلا: “..يجب على جبهة البوليساريو أن تعلم أنه في عام 2022 بات يحق للمجتمعات أن تمثلها قوى سياسية مختلفة..”

يمكنك المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

في الجزء الأخير من برنامج “مواجهة العالم” على إذاعة “أوندا مدريد”، شارك السيد السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام “الحاج أحمد باريكلا” في لقاء حواري لتحليل الوضع الحالي في الصحراء الغربية.

● في ما يلي نص الحوار الذي أجراه السكرتير الأول لحركة صحراويون من أجل السلام الأخ الحاج أحمد باريكلا:


في الواقع، نحن قلقون للغاية، ليس بسبب احتمال حدوث تصعيد أكبر نتيجة لتلك التصريحات التي يُفترض أنها تحدثت عن إمكانية الحصول على أسلحة جديدة، ولكن بسبب حقيقة أن هناك ضحايا يوميًا نتيجة هذا الصراع الذي أعلنته جبهة البوليساريو من جانب واحد قبل عامين، وتخليها عن الإلتزام بوقف إطلاق النار الذي قررته الأمم المتحدة.


إن قلقنا من إراقة الدماء هو ما يجعلنا نصر بشكل دائم عبر الرسائل الموجهة إلى الأمم المتحدة على إعادة فرض احترام اتفاقية وقف إطلاق النار ومواصلة العملية السياسية.

نحن ندرك أنها معركة غير متكافئة، لقد مررنا بالفعل بهذه المواجهات ولم نجني من ورائها اي شئ، إنها حرب غير متكافئة تمامًا ولا يمكن كسبها عسكريًا، وبالتالي فإن ما تدعو إليه الفطرة السليمة هو البحث عن حل سياسي وسلمي، والاستفادة من الاهتمام الذي لازال يوليه المجتمع الدولي لهذا الأمر.


هذا هو وبكل وضوح جوهر موقف حركة صحراويون من أجل السلام، وأعتقد أنه يتناسب مع شعور وآمال السكان الصحراويين ككل بعد 50 عامًا من المواجهات والحرب والتي كنا فيها بسطاء ومتهالكين في ظل مواجهة أبدية بين المغرب والجزائر.


الآن ولجعل الأمور أكثر سوءا، فقد يتم إدخالهم مرة أخرى في نوع من الحرب الباردة، والتي تذكرنا بالماضي حيث كنا أيضًا نوعًا من خنزير غينيا.

الصيغة النهائية التي يمكن تحقيقها من خلال الحوار، والعملية السياسية لا نزال نعجز عن إعطائها تسمية محددة، ما تقصده الحركة الصحراوية هو الاستفادة من هذا الاقتراح المغربي منح الإقليم حكما ذاتيا ومحاولة توسيعه وتحقيق نقطة إلتقاء التي يمكن أن تكون طريقا للتسوية.

نعتقد أن ذلك ممكن وهذا ما أرادت حركة صحراويون من أجل السلام اقتراحه في مؤتمر لاس بالماس، نعتقد أن الحل ممكن خاصة إذا اشتمل على عناصر تضمن أن يمارس الصحراويون صلاحيات خاصة من خلال مؤسسات بضمانات دولية ومن خلال اتفاق مع ملك المغرب، وهو أمر لا مفر منه.

نعم، بشكل فعال نعتقد أنها الطريقة الوحيدة لكسر الحلقة المفرغة التي نعيش فيها منذ 30 عامًا، كان المغرب والبوليساريو والجزائر بالإضافة إلى موريتانيا يتقابلون منذ ما يقرب من ثلاثة عقود ومنذ الموافقة على خطة الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية وتنصيب البعثة الأممية للاستفتاء في الصحراء الغربية، لا يمكننا الانتظار 30 عامًا أخرى حتى يرى السادة بعضهم بعضًا، وإلتقاط صور ثم العودة الى منازلهم، في ظل ذلك فإن السكان الصحراويين يعيشون وسط ظروف مروعة معظمهم في مخيمات اللاجئين.

نعتقد أن الوقت قد حان للتقدم نحو الحل، إن مشاركة حركة صحراويون من أجل السلام كطرف أو مساهم نحو طريق ثالث لاقتراح حل وسط، يمكن أن يكسر بالضبط هذه الحلقة المفرغة، ونعتقد أنه من المهم أن تعدل الأمم المتحدة الصيغة التي حافظت عليها حتى الآن، فقد أظهرت فترة 30 سنة ان هذه الصيغة لن تقود الى اي نهاية مشرفة، من الضروري أن ننطلق نحو تنسيق أكثر انفتاحًا حيث يوجد أكثر من اثنين أو ثلاثة أطراف نعتقد أن هذا هو المفتاح لتسهيل حصول إتفاق.

على الرغم من أن الحركة قد نشأت منذ عامين فقط وظهرت في وقت صعب اتسم بانتشار جائحة فيروس كورونا، رغم ذلك فقد خلف تواجد الحركة تفاعلا إيجابية وتأثيرا على السكان بسبب خطابها المعتدل والواقعي والسلمي، لقد أحدثت ردود فعل فاقت كل التوقعات، نعتقد أنه في هذه اللحظة يتم تكوين أغلبية صامتة حول خطابنا الذي نعبر من خلاله عن املنا في التوصل إلى حل سلمي في أسرع وقت ممكن.

في الواقع، هناك أيضا الطرف الآخر الذي يمثل بعض الصحراويين، وهو البوليساريو الذي يستخدم الخيار المسلح منذ 50 عامًا لتحقيق أغراضه، ولا يمكن أن يؤدي هذا الخيار العسكري إلى أي نصر، وبالتالي فإن ما تمليه الفطرة السليمة هو البحث عن حل سلمي بالشكل الذي تقترحه حركة صحراويون من أجل السلام.

في هذه المرحلة وعلى الرغم من أنه لا يمكن إثبات ذلك إلا من خلال صناديق الاقتراع، فإننا نعتقد أننا نمثل أغلبية صامتة من الصحراويين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، ولكن بشكل أساسي في الإقليم الحالي الذي يديره المغرب.

سيتم فتح الطريق إلى حل سلمي في أقرب وقت ممكن، حل لا رابح فيه ولا خاسر، نعتقد أن هذا هو الطريق الذي يجب أن نسير فيه وسنواصل ذلك على الرغم من أننا منذ عامين كنا على ابواب تحقيق ذلك، سوف نستمر في الإصرار ونأمل أن نجد أذاناً صاغية من الأمم المتحدة وخاصة من المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا.


إذا لم يكن الأمر كذلك فسنبقى في نفس الحلقة المفرغة إلى حد كبير ولن نخرج أبدًا من حالة الركود التي تمر بها العملية حاليًا.

لا اتلقى اي دعم او مدفوعات، بإستثناء المعاش التقاعدي غير القائم على الاشتراكات الذي أحصل عليه من الضمان الاجتماعي الإسباني.


انه امر سخيف، إنها الكليشيهات التي استخدمتها البوليساريو لمدة 50 عامًا، ففي كل مرة تريد القضاء على خصم سياسي أو رأي متباين أو مخالف، يتم اللجوء الى دليل الدعاية الذي كان من الممكن استخراجه من النظام الكوبي ويطبق كليشيهات الخائن أو الجاسوس وهي حقًا حالة قاسية بالإضافة إلى كونها سخيفة.

منذ أيام اعترفت جبهة البوليساريو بأنها ارتكبت جرائم بمخيمات اللاجئين التي تقع حتى داخل الجزائر، جرائم ضد الإنسانية تضمنت قتل وإعدام مئات الأشخاص دون محاكمة، وقد تم تصنيفهم جميعًا على وجه التحديد على أنهم جواسيس دون أي دليل.


أعتقد أن البوليساريو يجب أن تغلق هذا الطريق إذا كانت تريد حقاً الخروج من الوضع الذي هي فيه الأن، عليها أن تنزل من الغيوم وتعلم أنه في عام 2022 يحق للمجتمعات أن تمثلها قوى سياسية مختلفة.

نظام الحزب والقيادة والخطاب الواحد هو جزء من الماضي ولا يمكن للبوليساريو الحفاظ عليه، إن اللجوء إلى حججهم حول العدو الأجنبي وخدمات التجسس والتي تكون أحيانًا فرنسية وأحيانًا أخرى اسبانية ومغربية هو مجرد البحث عن طريقة للبقاء في ظروف صعبة، لابد من التكيف سياسيًا مع العصر الجديد، أو سينتهي بها الأمر إلى أن تكون شخصية من حديقة الجوراسي وينتهي بها الأمر إلى الانقراض.

في تقرير “الاندبيندينتي”بقلم “فرانسيسكو كاريون” هناك من مخيمات تندوف، أكد الشباب الصحراوي أن الديناصورات هي التي تقودهم وطالبوا بتجديد الأجيال.

إن حقيقة أن الإندبيندينتي تقول ذلك مع المسؤولية عن موقفهم المعرّض لجبهة البوليساريو تشير ضمناً إلى أنها رأس الجبل الجليدي المرئيْ، إنها حقيقة واقعة هي قيادة كانت في السلطة منذ السبعينيات من القرن الماضي، وبصراحة لم يبتعدوا عنها، إلا بفضل القوانين البيولوجية، عندما يموتون بشكل طبيعي.

أعتقد ان مطلب جميع الصحراويين هو حدوث انتقال للأجيال في قيادة البوليساريو، نأمل أن يجتازوا هذا الاختبار في المؤتمر القادم، رغم أنني شخصياً أشعر بالتشاؤم الشديد بشأن إمكانية التجديد او التغيير بجبهة البوليساريو بما يفضي الى احترام الخيارات السياسية الأخرى مثل حركة صحراويون من أجل السلام.

إن عدم الاعتراف بالتعددية السياسية في هذه المرحلة وعدم قبول اللعبة الديمقراطية هو امر عبثي قبل التوصل إلى حل سياسي لمشكل الصحراء الغربية، وهي محاولة لفرض وجود تشكيل سياسي شمولي على المجتمع مثل ذلك الذي يسود في كوريا الشمالية أو كوبا.

يمكنك المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أخبار ذات صلة

Deja una respuesta

Tu dirección de correo electrónico no será publicada. Los campos obligatorios están marcados con *